الشيخ حسين البيات / حكم مس جثة الميت في التعليم الطبي والمستشفيات

 


يكثر ابتلاء طلبة وطالبات الطب البشري بالخصوص مس الميت أو أجزائه في دراستهم الطبية أو مس الطبيب لجثة ميت قد "بردت" أو الممرضون حينما يريدون وضع الجثث في الثلاجة مثلا وقد بردت.

(لذا خصصت العنوان بهم لغلبة الابتلاء عندهم)

وهنا يتوجب بيان الحكم الشرعي بخصوص المس المباشر لجثثٍ بردت ولم تُغسل غسل الميت وقد مسها أهلها أو الطبيب أو الطلبة والطالبات مثلا وهي باردة وليس عبر عازل بلاستيكي أو غيره أو شاش جاف أو قفازات لليد:

(الأحكام المذكورة هنا هي على رأي السيد السيستاني دام ظله)

1-  يجب الغُسل إذا مَسَّ أحد أجزاء الجثة وكانت كاملة غير مجزئة أو مجزأة بحيث يمس أغلب أعضائها كما إذا جُزئت وقد مَسَّ معظم الأعضاء منها كمس اليد ثم الرجل ثم الرأس... إلخ

2-  لا يجب الغُسل إذا مَسَّ الميت قبل البرد أو مَسَّ بعضُ أعضائه بعد بردها وكانت بعض الأعضاء الأخرى لم تبرد بعدُ أو كانت جثة مقسومة لطلبة الطب إلى قسمين مثلا فإنه لا يجب أيضا الغُسل.

3-  لا يجب الغُسل إذا كانت عظام متناثرة في المختبر وكذلك من يجد عظاما في مقابر المسلمين مثلا وقام بدفنها وكذلك لا يجب الغُسل بمسّ فضلات الميّت كالعرق والدم ونحوهما.

4-  لا يجب الغُسل إذا مَسَّ السقط قبل إتمام أربعة أشهر إذا برد كما هو مشهور الفقهاء إلا أن (السيد السيستاني) يقيده بولوج الروح.

5-  لا يجب غُسل المس إذا مَسَّ شعر الميت أو لامس شعر الطبيب مثلا جسدَ الميت البارد إلا أن (السيد الخوئي قدس سره) يرجعه للعرف بما يصدق عليه عنوان المس باعتبار طول الشعر وقصره.

6-  لا يفرق في وجوب الغُسل بالمس لجثة مسلم أو كافر ولكن لا يجب إذا تم تغسيل الميت المسلم بتمام الثلاث وأما الكافر فمطلقا.

7-  يجوز لمن توجب عليه الغُسل دخول المساجد (فهو بحكم الحدث الأصغر) ومشاهد المعصومين وقراءة سور العزائم دون مس كتابة القرآن أو الصلاة إلا بعد غُسل المس ويكفي عن الوضوء، ولا يضر بصحة الصوم إذا كان عليه غسل المس ولم يغتسل عمدا أو سهوا قبل الفجر.

8-  لو مُس الميت قبل البرد وكانت عليه رطوبة مسرية فيجب تطهير المتنجس منها ولا يجب الغُسل ويرتب أحكام الطاهر إذا مَسَّ بعد تغسيله كاملا ولا يتوجب تطهير الماس أو غسل المس.

9-  إذا تكرر المس ولو بأجساد مختلفة وفي أوقات مختلفة فلا يوجب ألا غسلا واحدا يرفع الحدث.

10-  لا فرق في حكم المس بين كونه اختيارياً أو اضطرارياً أو طفلا أو مجنونا فكلهم بعد البرد وقبل التغسيل واحد.

ختاما: أما بقية المذاهب الإسلامية فالمس لا ينقض الوضوء ولا يتوجب غُسلا ولكن ينتقض الوضوء إذا مس عورة الميت فقط لا سيما أثناء تغسيل الميت.

تعليقات