منذ فترة والزملاء في اللجنة الإعلامية للمنتدى يلحون عليَّ بأن أكتب تعريفا للمنتدى يمكن اعتماده، ونشره ... وكلما حاولت كتابة تعريفا ... فشلت.
فشلي في الكتابة عن المنتدى الذي عملنا فيه، وله، طوال عشرة أشهر متواصلة، لحد الآن ... واستثمرنا في إعداده الاف الساعات في اجتماعات اسبوعية ... وما بين الاجتماعات من تحضير وتنسيق وتبادل للآراء ... وخلافات في الرأي، أيضا ... (فشلي) لأني أحاول أن أصفه من داخله، بينما يجب كتابة التعريف وكأنك تنظر إليه من الخارج.
أعرف أن مجرد انعقاد منتدى اقتصادي لا يمكن أن يكون ترياقا لأي وضع اقتصادي راكد، وما يخلّفه ذلك الركود من مشاكل اجتماعية مباشرة، وغير مباشرة ... على الإطلاق.
لكني أعرف، في الوقت ذاته، أننا إذا أحسنّا الإعداد والتنظيم وحسن اختيار المحاور والضيوف - وأدّعي أننا فعلنا ذلك - يمكن للمنتدى أن يبعث برسالة للمجتمع المحلي، أولا، بأننا نملك طاقات بشرية، وفرصا اقتصادية يمكنها أن تكون مربحة ماديا، واجتماعيا، على المديين المتوسط والطويل؛ ويمكنها – أيضا – أن تخلق وظائف بدخول محترمة مما يساعد على رفع القدرة الشرائية لمختلف شرائح المجتمع.
الاستثمار في السياحة الداخلية والتراث، وتقنية المعلومات بما تشمل الذكاء الاصطناعي، والتجارة الالكترونية، وتمكين المرأة الاقتصادي والاجتماعي وريادتها للأعمال، وإنعاش صناعة المسرح ... والبدء في صناعة السينما التي يمكن أن تستقطب الجمهور في دورِها، يمكن لكل ذلك أن يبدأ في تغيير الثقافة المحلية الاقتصادية من الا-إنتاج، والريعية، والاعتماد على الانفاق والتوظيف الحكومي – وهذا في نظري في أفول متسارع حسب رؤية 2030، إلى اقتصاد حيوي منتج يوظف الطاقات المحلية الشابة المتعلمة ... والمعطل الكثير منها ... بسبب الانغلاق الاجتماعي، والخوف من المجهول خارج الإطار الضيق للراحة النفسية الاجتماعية.
أخيرا، أعرف أني استثمرت الكثير من الجهد، والوقت، مستفيد من خبراتي السابقة، في محاولة لإعادة تأهيل، وتدريب بعض الزملاء والزميلات من العمل في مهرجانات، واحتفالات اجتماعية محلية، إلى العمل في تنظيم المؤتمرات متعددة المحاور ... فتعمدت أن يكون برنامج المنتدى مضغوطا ليختبروا قدراتهم في ضبط إيقاع يومين طويلين؛ وقلت لهم أني متأكد أنهم سينجحون، وسيبهرون المجتمع ... وسوف أرغب أن تكون جائزتي عن ذلك أن أراهم ينظمون المنتديات القادمة بأحسن مما ينتظرهم بعد شهر من الآن ... وسأكون في مقاعد الحضور لأصفق لهن ولهم ... بكل فخر.
وبما أننا قد دعونا متحدثين متميزين من مختلف مناطق المملكة، ودول مجلس التعاون، وجمهورية مصر العربية ... فإني أتمنى أن يكون الحضور، والتفاعل مع ما يُطرح من محاور، ورسائل مباشرة وغير مباشرة ... متميزا، أيضا، من نساء ورجال المجتمع.
تعليقات
إرسال تعليق