تدعو أحدَهم إلى مناسبة أو وجبة، وعندما يحضر إلى مجلسك يتلفّت متأمّلاً وجوهَ الحاضرين ثم يرفع صوتَه قائلاً: "وين فلان؟ ما أشوفه! إنت ما عزمته؟"
أولاً: ليس من الواجب على أي مستضيف أن يقدّم تقريراً يبرّر فيه لماذا اختار أن يدعو هؤلاء الضيوف دون غيرهم. فكل مناسبة لها دواعيها وظروفها الخاصة، والذي دعى إلى هذه المناسبة هو المستضيف، وهو الأعلم بدواعيها و ملابساتها وهو الأعلم بظروفه وبإمكاناته، وهو الذي يقرّر بناءً على تلك المعطيات.
ثانياً: توجيه هذا السؤال أمام الجماعة فيه اتهام ضمني للمستضيف بالتقصير لعدم دعوة فلان، أو فيه إيحاءٌ ضمني بأن العلاقة بين المستضيف وبين هذا الشخص المفقود ليست على ما يرام، والحال أنه في أغلب الأحوال لا صحة لهذا إطلاقاً.
ثالثاً: هناك أسباب بسيطة وقد تكون تافهة لعدم توجيه الدعوة لفلان من الناس، ولكنها بالنسبة للمستضيف قد تكون كافية، ولا ينبغي أن يتعرّض للإحراج بإجباره على البوح بتلك الأسباب التي قد تبدو تافهةً للآخرين. أخبرني أحدُهم ذات مرّة أنه اضطر في أحد المناسبات لعدم توجيه الدعوة لصديقٍ عزيز له بسبب محدودية كراسي طاولة الطعام الموجودة لديه.
لكل داءٍ دواءٌ يستطب به
إلا اللقافة أعيت من يداويها
تعليقات
إرسال تعليق