نوصي الخطباء في أندية الخطابة (التوستماسترز) بالابتعاد في بداية التحدث للجمهور عن استخدام الجمل التي تقلّل من شأنهم مثل "أنا أقلكم شأناً"، "أنا أصغركم"، "أنا أقلّكم علماً".
أولاً:
هل في الوقوف أمام الجمهور والتحدث لهم ادّعاءٌ علني أو ضمني أو هل هناك تلازمٌ يقتضي بأن الخطيب هو أرفع شأناً أو أكثر علماً أو أكثر فضلاً من سائر الجمهور حتى تكون هناك حاجة لنفي هذا الادّعاء أو لفك هذا التلازم؟
ثانياً:
بينما لا يوجد هناك أي تلازم ولا يتوجّب على الخطيب أن يكون أفضل من سائر الجمهور بشكلٍ عام (في علمهم/مقامهم الاجتماعي/أخلاقهم/فضلهم....إلخ) لكي يقف خطيباً أمامهم، إلا أنه يجب عليه أن يكون أفضل منهم في شيءٍ واحدٍ فقط على الأقل:
وهو أن يكون "أجدرهم" بالحديث. وهذه الأفضلية في "الجدارة" قد تتأتّى من عدة اعتبارات:
- عندما يكون الخطيب هو الضيف المُحتفى به وهو الذي من أجله أقيمت هذه الفعالية أو الحفل الخطابي.
- عندما يتكلّم الخطيب عن آرائه "الشخصية" حول أي موضوع أو قضية فهو الأجدر بالحديث عن ذلك.
- عندما يروي الخطيب تجاربه الشخصية أو يصف مشاعرَه وانطباعاته خلال هذه التجارب فهو أجدرهم بالحديث عن ذلك.
- عندما يكون الخطيب هو الأكثر استعداداً وتحضيراً أو بحثاً لموضوعٍ ما يكون أجدرهم بالحديث عنه.
- عندما يكون الخطيب هو الأغزر علماً والأكثر تخصّصاً في موضوعٍ ما يكون أجدرهم بالتحدث حوله.
- عندما لا يدري الجمهور ما الذي ينوي الخطيب قوله يكون هو الأجدر بالإفصاح عما في باطنه، وقد يكون ذلك الشيء ببساطة أنه يريد أن يعلن للجمهور أن صاحب السيارة الفلانية الواقفة أم البوابة عليه أن يحركها من مكانها
ولأنه ليس هناك تلازمٌ بين وقوف الخطيب متحدثاً أمام جمهوره وبين ادعائه بأنه أفضل منهم في كل شيء فإنه ليس هناك أي داعٍ لنفي هذا الادعاء أو التهمة التي لا وجود لها بعبارات قد تُحبط الجمهور من البداية أو قد تهز ثقة الخطيب بنفسه أو ثقة جمهوره به.
عزيزي الخطيب: لا تبالغ في مدح نفسك ولا تبالغ في التقليل منها، بل تكلّم لجمهورك بكل ثقة وصدق ومحبة، وسيدركون تلقائياً حجم تواضعك..
تعليقات
إرسال تعليق