للشاعر الاديب الاستاذ مالك فتيل
لِـتِـلكَ الـنّـفُوسِ.. الّـتِي لَـم تَـزَلْ
كـرَشِّ الـسّحَابِ إِذَا مـا انْـهَمَلْ
لِـيُـوقِـظَ فِـيـنَا الّــذي قــد غَـفـا
ويُـخـصِبُ فِـينَا الّـذي قـد مَـحَلْ
فَـيَـدفَـعُنَا نَـحـوَ تِـلـكَ الـسـفُوحِ
وَتِـلـكَ الـسُّـهُولِ، وتِـلـكَ الـقِـلَلْ
يُــحَــذِّرُ أَلَّا نُـطِـيـقَ الـسُّـقُـوفَ
وَأَلَّا نَـــخَـــافَ بِـــيَـــومٍ بَـــلَــلْ
يُــؤكِّــدُ فِـيـنَـا الـصّـغِـيرَ الـــذي
نَـسِـيـنَاهُ يَـومًـا بِــذَاكَ الـمَـحَلْ
* * *
لِـتِـلكَ الـنّـفُوسِ الّـتِـي لا تَـزَال
عَـلى رُسـلِها تَـحتَفِي بـالجَلَالْ
جَـــلَالٌ يُــطَـرِّزُ مَـعـنَى الـحَـيَاةِ
جَــــلَالُ الـبَـصِـيـرَةِ والْاعــتِـدَالْ
بَـصِيرةُ مَـن لَـم تَـخُنهُ الشُّكُوكُ
وَمَــا عَــاثَ فِـي ظَـنِّهِ الابـتِذَالْ
يَــرَى الـغَـيرَ فِـي ذَاتِـهِ سَـاكِنٌ
وَيَـسـكُنُ فِــي كُـلِّ ذَاتٍ وَحَـالْ
فَأَنَّــى رَأَى..
لا يَـرَى غَـيـرَهُ
وَأَنَّـــى رَنَـــا زَاحَـمَـتـهُ الـرِّجَـالْ
* * *
لِـتِـلكَ الـنّـفُوسِ الّـتِي لَـم يَـزَلْ
لها كُــلَّ حِـــينٍ.. وحِـــينٍ.. حَنِين
يُـغَـالِبُ فِــي الـصَّـدرِ صِـنـوًا لَـهُ
ويَشغَلُ فِي البَالِ صَمتَ اليَقِينْ
تَـشَـابَـهَ فِــي طَـبـعِهِ طَـبـعَهُم
وَفَـاءً، وصِــدقًـا،
وَبَـــذلًا، وَلِــيـنْ
وَخَـالَـفَهُم حَـيـثُ كَــانَ وَكَـانُـوا
فَـهُم فـي البِعَادِ وَذا فِي الوَتِينْ
فَـيَـا مَــن إِلَـيـهِ تَـطِـيرُ الـمُـنى
وَيَـجـثُـو الــدُعَـاءُ إِلَــيـهِ حَـزِيـنْ
وَيَــعــفِـرُ فِــــي ذِلِّــــةٍ كِــبـرُنـا
ويُـبخَسُ فِـيهِ الـنَفِيسُ الـثَمِينْ
أَعِـــــــدهُــــــم إلَــــيــــنــــا..
أَعِـــــــدهُـــــــم لَـــــــنـــــــا..
أَعِـدهُـم إلـى عُـمرِنَا سَـالِمِينْ
تعليقات
إرسال تعليق