الحزن هو تعبير عن أمر يجعل النّفس تشعر بالأسى وألم يصاحب القلب لظروف تمرّ عليهما

في هذه الحياة.

هذا هو ماأشعر به الآن لفقدنا رجلاً
يتّصف بمعالم طيّبة الذّكر تركت أثرها على كلّ من عاشره عن قرب وسمع عنه عن بعد .
الاستاذ المعلم والمربّي صاحب الاخلاق العالية المؤمن البشوش
الحاج عبد اللهُ بن المرحوم الحاج حسن الخميس .
معرفتي به منذ سن الطّفولة حيث كنّا نقطن في نفس الحيّ ( حي الزريب بقلعة القطيف ) ، علاقة تقارب خمسون عاماً ونيّف .
بان عليه منذ نعومة أظافره حبّه وعشقة للمعارف المختلفة ، ومع قلّة مواردها كان لا يعرف الصّعاب في تحصيلها ، وقد كان له عدّة مقالات تهتم بأخبار المجتمع قد نُشرت في جريدة اليوم مع صغر سنّه في ذلك الوقت ، والتي تحكي مدي عمق فكره
ونظرته الثاقبة .
كنّا نجده يغذّي فكره بكل مايجده مفيداً أو في تعريف آخر ،كان رحمه اللهُ نهماً في قرآءة ماتقع عليه عيناه من الأدب الروآئي والمسرحي ( شعراً ونثراً) والثقافي بمختلف تنوّعه ، حيث نجده يهتم بتقييم الكاتب فيما يقدمه من قدرات بلاغية وقدرته في صياغة النّص من حيث اصالته وصحته اللّغوية .
قراءته ليست مجرّد قراءة ، بل التعمّق فيها ووضعها في سياق النّقاش مع جلسائه المُحبّين لتلك المعارف.
من الطبيعي أن شغفه في القراءة جعلته يبحرُ في العلوم الأُخْرَى من تاريخ وتراث واجتماع وأخلاق وعقائد وعن كلّ ما يتجدّد في عالمنا من أحداث مختلفة والتي تواكب هذه الحياة .
تلك المعارف وايضاً التربية الصالحة والبيئة المحافظة جعلت منه انساناً مميّزاً في طريقة تعامله مع الاخرين وفي حضوره الألق وفي جمال خُلقه مع الصغير والكبير .
كان رحمه اللهُ يمتاز بطريقة عجيبة تجذب السّامعين اليه لما ينثره من عبقات فكرية ومن اسلوب تَخَاطُبِهِ
ببلاغة عفوية تريّح نفسَ المستمع ، وتصاحبها حُسُنِ أخلاقه العالية وابتسامته الدّائمة في لقائه مع الآخرين.
كان رحمه اللهُ يتمتّعُ بخاصيّة الهدوء
في طريقة نقاشه وتكون ردوده تتناسب مع شخصية وفكر الطرف المقابل والتي تدلّ على حكمته العميقه .
عاش حياة كثيرة العطاء ، سواء كانت
في نطاق العائلة ، أو نطاق عمله
كأستاذ وموجه ومعلم ومربى صالح لأجيال قد بان عليها ثمرة تلك البدرة
المخلصة والمتميّزة في عملها ،
رحمك اللهُ اخي وصديقي أبا علي
رحمة الابرار ، وانت بمعيّة محمد وآل محمد عليهم السلام في فسيح الجنان ، إنّا لله وَإنّا اليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم
وعظّم اللهُ اجورنا وأجوركم في فقيدنا الغالي أبا عليّ ، وروحم الله من قرأ سورة المباركة الفاتحة وأهدى ثوابها لروحه الطيّبة وأرواح موتى المؤمنين والمؤمنات .
✏️
علي حسن الخنيزي

تعليقات