الزواج المبكر...دعوة للتفكير

الشيخ حسين البيات
لا تتعجل أيها القاريء العزيز في اصدار الحكم على هذا الطلب قبل التفكير فيه والتحليل لكيفية تحقيقه والنظر في ايجابياته وسلبياته ومصالحه ومفاسده واننا قد نتفق في اول نظرة اجتماعية واقعية اليوم هو رفضه وعدم تقبل حتى مجرد وضعه على طاولة البحث

ان مجرد رفض الفكرة واسقاط الانطباعات الشخصية عليها ووضع العراقيل والحواجب النفسية وربما عدم القدرة على تصورها يبعدها عن ساحة التفكير التحليلي المبدع بينما وضعه في قائمة العصف الذهني والتفكير العملي ودراسة الإيجابيات والسلبيات فضلا عن المصالح والمفاسد سوف يجعلها فكرة اكثر حيوية للبحث والتدقيق.

ان ما نتغافل عنه اليوم هو حجم الضغط النفسي على الشباب بصنفيه الذكوري والاناثي في مواجهة تحديات وصراع النفس مع مغريات الحياة وضبابية المستقبل وكيفية التعايش مع الغريزة والحاحها او البحث عن اشباع عاطفي نراه بوضوح في حجم التماهي والتصالح مع الواقع القيمي المنفتح والذي اصبح قالبا معاكسا لقيم كنا نعيشها قريبا جدا.

ان ما نواجهه اليوم غياب الحصانة القيمية من العفة والوفاء والابتعاد عن العلاقات غير الشرعية بما يحصن الاسرة سواء في غياب احد الزوجين اثناء عملهما او حين تواجدهما في ساحة العمل

والاسوأ هو تأجيل الاشباع الغريزي لفترة طويلة تصل الى ثلاثة عقود من العمر في فترة طويلة من التجارب والمحادثات والاتصالات عبر كل شبكات التواصل على اقل تقدير مما يفترضه بعض المنظرين انها فترة كسب التجربة ومعرفة الحياة والنضح العاطفي

بينما لو بحثنا بجدية وواقعية فان هذه بين تجارب خجولة وأخرى حقيقية خصوصا في غياب الموانع الاجتماعية بحيث تتحول التجربة الحقيقية في الزواج تجربة ممزوجة ومتاثرة بخبرات سابقة وجد في بعضها كفاءة وتميز يفتقده الطرف الشرعي سواء الزوج او الزوجة مما سهل من الطلاق والاشباع النفسي خارج البيت او السهرات الطويلة بالديوانيات

لذا اطرح للقاريء والقارئة المحترمين تصوري في أهمية دراسة الزواج المبكر بعمر 18 وما فوق حتى يكون له واقعية مع القوانين المطروحة والثقافة السائدة ولا يكون هناك مانع من زواج جامعي في بداية دراسته من شابة في أواخر الثانوي ويلتقيان كل أسبوع في رحلة سعيدة لا تنتظر التخرج والوظيفة وتجميع المال بل تستمر الرحلة بثقافة السعادة ومساندة الاسرة على النجاح ورب الاسرة سينفق على زوجة ابنه ورب الاسرة الاخر سينفق على زوجة ابنه الاخر .

النتيجة : حصانة وأطفال اصحاء وحياة سعيدة دون انتظار المجهول من المال والوظيفة

تعليقات