الالهاء الالكتروني

 

ابراهيم الزاكي - من صفحته الخاصة

دعوني أعترف أولاً بأني لا أستطيع التركيز لفترة طويلة أثناء قراءة أي كتاب، بسبب المشتتات الإلكترونية، وربما أفقد الربط بين فصوله، وتسلسل أحداثه، واستيعاب مضمونه. فعملية القراءة تحتاج إلى العزلة، والابتعاد عن المشتتات، أو الملهيات، التي تبعدنا عن التركيز، والانتباه، واستيعاب ما نقرأ، والقدرة على تأمله.

فكم هي المرات التي أقطع فيها القراءة من أجل قراءة رسالة واردة على الواتسآب، أو مطالعة حساب الإنستغرام، أو تصفح الفيسبوك، أو مشاهدة لقطة فيديو. وحين أعود لاستكمال القراءة أكون قد قضيت، أو بالأحرى خسرت، الكثير من الوقت في متابعة أمور غير ذات أهمية، مما يتسبب في تشتيت التفكير، وإضعاف التركيز.
دعونا نقر بأن هذا الإلهاء الإلكتروني هو مشتت للانتباه والتفكير والتركيز، ويُضعِف قدرتنا على استيعاب ما نقرأ، فضلاً عن كونه إهداراً للوقت، واستنزافاً للجهد، فما نتحصل عليه من معرفة ومعلومات يضيع ويتبدد، ولا يرسخ في الذاكرة.
لقد أصبح من الطبيعي رؤية الناس من حولنا، وفي مختلف الأماكن، ومن مختلف الأعمار، ينصرفون عما يقومون بأدائه من أعمال وواجبات، من أجل تصفح هواتفهم الذكية، حتى أصبح من المستحيل أن ترى أحداً غير منشغل بهاتفه.
والسؤال كيف يمكن لنا التخلي عن هواتفنا الذكية لبعض الوقت كل يوم، وعدم الانشغال بها نهائياً، من أجل التركيز في أعمالنا وواجباتنا، والقيام بها بعيداً عن المشتتات، وإنجازها بالشكل الصحيح، وبأعلى درجات الإتقان والجودة؟

تعليقات