الشيخ حسين البيات
سؤال يطرحه بعض الاخوة الشباب اليوم تعليقا على ما يؤثر حول جزئية من بركات هذا الامام الذي قاسى مرارة الحرب واستشهاد كل اهله وسبي ذرية نبي الرحمة وهي قصة امة ضعفت عن بناء قيمها العظيمة الى هبوط حقيقي في منظومة اخلاقها وسلوكها ونهجها خصوصا في قربى نبي الرحمة (صلى الله عليه واله).
عاد الامام السجاد عليه السلام من كربلاء مثقلا بواقع مجتمع يئن من ظلم الامويين بعد استشهاد ابي عبدالله الحسين عليه السلام ولم يعد هناك أي مجال للتحرك الحر لان الامويين يشعرون بالخوف الشديد من أي تحرك ضدهم بعد كربلاء فضيقوا على اهل المدينة حيث يسكنها الامام عليه السلام والعترة الطاهرة ولشدة التضييق ومآساة كربلاء فقد حدثت ثورة الحرة وما جرى فيها من مجازر من قتل صحابة رسول الله (ص) وقراء القرآن وانتهاك لاعراض النساء بما يندى له جبين الانسان .
كان من المحتم على الامام (ع) وهو قائد الامة ان يقوم برعاية الايتام والاسر المنتهكة والأوضاع الاجتماعية الشديدة ولم يكن امام الامام سوى مساعدتهم بسرية كاملة حفظا لكرامتهم واستمرارا لمشروعه الانساني وابعاد هذا العمل الخير من أي اتهام اموي الى تسيسه وانهائه فيضيع المحتاجون.
لذا نلاحظ انه سلام الله عليه كان يقوم بذلك متلثما في عتمة الليل دون ان يشعر به احد ولم يعرفونه الا بعد رحيله حينما توقفت تلك المساعدات الخيرية لهم.
ومما اشتهر عنه عليه السلام انه كان يقوت مئة اسرة في المدينة ولم يكونوا يعلمون مصدر تلك المعونات حتى مات الامام السجاد (ع) ووجدوا اثار ذلك في جسده من حمل الدقيق والمعونات لايصالها الى المحتاجين.
مثل هذا العمل العظيم يفيدنا التاسيس الحقيقي لمثل هذه الاعمال الخيرة ومن اعلى قيادة ربانية ويمثل قيما خيرية عالية المضامين حينما يكون رئيس الجمعية ومديرها هو اكثر الناس خدمة كما ضنع الامام السجاد (ع)،
بل يعني التوسع الفعلي في تأسيس الجمعيات الخيرية سواء تلك للمساعدات المالية او الغذائية او النفعية والاسنادية كايجاد اعمال لهم او توفير مبالغ مالية لمشاريعهم الصغيرة مع توفر السبل النظامية الامنة لذلك.
وهذا ما تحتاجه المؤسسات اليوم من توسيع مهامها خصوصا مع استغناء بعض المؤسسات عن خدمات بعض الموظفين فيبقون يبحثون عن سُبل العيش الكريم فان فتح مشاريع خيرية جديدة هو طريق افضل لحفظ كيان هؤلاء الاسر المتعففة والمحتاجة ومن تضطرها الحاجة الى سكب ماء الوجه.
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
تعليقات
إرسال تعليق