هل تفاعلنا في تنوعنا أم في تشابهنا؟؟


الاستاذ كاظم الشبيب
 من أسباب تفاعلنا نحن البشر تجاه بعضنا البعض هو تنوع هوياتنا واختلافها، عرقياً ودينياً ولغوياً، بل وحتى شكلياً. فالتفاعل الإنساني بين أهل الهويات هو الصانع لسيمفونية الحياة بأفراحها وأتراحها. 

نحن البشر كأوتار العود التي بمجموعها ترسم سيمفونية تشرح الصدر أو تُـفطر القلب. ولو كانت أوتار العود، أو أوتار الربابة، تصدر نغمةً واحدةً فقط ما تمكن الملحنون والمغنون من صناعة موسيقى رائعة الايقاع تعبر عن العواطف المتنوعة والمتداخلة. هويات البشر كأصابع البيانو، فكما لكل هوية إيقاع وصدى يعبر عنها، كذلك كل أصبع من البيانو له إيقاع يعبر عنه، ولو كانت جميع أصابع البيانو تصدر ذات الصوت والنغمة لفقد البيانو قيمته الفنية وبات بلا روح البتة. 

تفاعلنا البشري تجاه بعضنا ينطلق من إمكانياتنا المتنوعة ومضاميننا المختلفة. فلكل هوية ما يميزها عن غيرها في الشكل والمضمون مما يشكل الانطباع والتصور عنها عند الآخرين. فنحن كالأطعمة، لكل طعام شكله ومذاقه الذي يمتاز بهما. ولو كانت جميع الأطعمة بمذاق واحد لفقد الإنسان شهية الأكل، ولفقدت الأطعمة أسمائها واشتهائها. فهوياتنا في واقعها حالة طبيعية تشكلت عبر الزمن وعوامله المختلفة والمتراكمة. 

قد يظن بعضنا بأننا كلما تشابهنا في اشكالنا، وكلما تقاربنا في افكارنا، وكلما تطابقنا في مواقفنا، وكلما تماثلنا في اعراقنا وادياننا ومذاهبنا، كدنا الوصول لوحدتنا البشرية والإنسانية، بينما هذا وهم مانع للاستمتاع بالجمال الإنساني الذي تكمن روعته الجمالية في تنوع الهويات وتعددها وتكاثرها، وهذا الجمال مدعاة لحب اهل كل الهويات لا كراهيتهم... فهل نعي ذلك؟؟

تعليقات