نعيمة


ليس مجرّدَ إسم  ، بل هو أكثر  من ذلك.

العمّة نعيمة بنت الحاج حسن أبو  السّعُود رحمها اللهُ تعالى، هي منعّمة بالطاف الله ،  ونعمة قد منّها الله علينا والتي تستوجب الشّكر له سبحانه .

وهبها الله حبّ الآخرين ، وحبّ الآخرين لها بشكل ملحوظ ،سواء كان على الصّعيد العائلي ، أو من المقرّبين ، أو حتى من كان ذي معرفة  ، فنجدها المرأة المبادرة بالسّؤال عن الصغير والكبير بروح حبّ أمّ لاولادها ، أو خت لخواتها .

سبحان اللهُ تلك المرأة الفاضلة المربّية ، قد وهبت نفسها لعائلتها 

من رعاية واهتمام بأمورهم حتى وهم كبار .

حكمت عليها الظروف  بأن تقيمَ  في البيت باختيارها ، ومع ذلك نجدها ملمّة بأخبار العائلة والأصدقاء .

كانت لها شخصية يحبّها كلُّ انسان يجلس معها ، لأنّها كانت منبع الحبّ 

وجميل التّعامل مع الجميع ، ممّا أورثت هذه الخُصلة الجميل لعائلتها 

والتي قد انتقلت للأحفاد والمقرّبين  أيضاً .

كانت تسابقُ الغير في معرفة أحوالهم  

قبل أيّة مبادرة  ، ليس تقصيرا منهم حاشى  ، بل هي حقيقة وسبّاقة في هذا المجال .

لم يُسمعْ منّها أيّة  تدمّر  من أي شيء طيلة حياتها ،بل كانت محتسبة صابرة قنوعة ،يشعُّ منها إيمان ربّاني قد حباه الله لها لمعرفته سبحانه بدواخلها النّقيّة التّقيّة ، فما اكثر ما نسمع منها سمات الحمد والشكر لله في كل المواطن الحياتيّة  .

كانت رحمها الله مثالاًيُقتدى بها  للمرأة المؤمنة بالله والقريبة لآل بيت الرّسول صلى الله عليهم ، سائرة في خطّهم  ، ملتزمة بتعاليمهم لتكوّن زَيْناً لهم عليهم السلام .

وهبها اللهُ ودّ الآخرين لها ، والشّعور بعامل الأمان الرّوحاني عند الجلوس معها والتّحدث معها .

كان لكل واحد منا له وقت معيّن في الاتصال به والإطمئنان عليه يوميّاً  ، لدرجة عندما نسمع صوت الهاتف في ذلك الوقت نعلم أنها العمّة نعيمة ، فنتسارع  لرفع سمّاعة الهاتف لنردّ عليها ونسمع ذلك الصوت الهادئ 

والذي نجد فيه معالم حبّ الأم لابنائها .

مهما تحدّثنا عنها ، لن نستطيعّ أن نردَّ إليها  ولو جزءاً بسيطاً نعبّر فيه عن كيفية تعاملها معنا ونثر كل بذور الحبّ في قلوبنا ونفوسنا .

رحمكِ اللهُ يا عمّة نعيمة أم حسين 

ياأمّنا حقيقة ، لقد رحلتِ عنّا وتركت لنا كنزاً ثريّاً من تعاليمك الانسانية  والذي سيبقى في قلوبنا  ماحيينا ،  وسوف نحتفظ بكلّ  ماهو جميل اكتسبناه منك من مفاهيم الحياة .

نعم نفتقدكِ كثيراً ،  ونفتقد سؤالك لكنّها إرادة الخالق عزّ وجل ، ونعلم أنّك في خير مع محمد وآله الأطهار  عليهم السلام  في فسيح الجنان .

نسأل الله بأن يربطَ على قلوبنا الصّبر والسلوان ونحتسبها   عند الله ربّ العالمين .

إنّا لله وَإنّا اليه راجعون ولا حول ولا قوّة الا بالله العلي العظيم .

ورحم الله من قرأ سورة المباركة الفاتحة وأهدى  ثوابها لروحها المؤمنة ولأرواح  المؤمنين والمؤمنات .

ابنك المحبّ : عبد علي حسن الخنيزي

تعليقات