فجع أهل المدينة صباح اليوم السبت الأول من شهر صفر برحيل العلامة الجليل الشيخ عبدالهادي اليوسف العالم الدمث في أخلاقه وتحصيله ونشره لعلوم ومعارف أهل البيت عليهم السلام.
فلقد عرفته وصاحبته في قم المقدسة بداية دراستنا قبل أربعين عاما وهو يحضر في مجالسنا ويشاركنا في تحصيله ومثابرته العلميه طامحاً في الحصول على مناهل علمية رصينة تفيده وتفيد من ينتظره من العطاشى الذين يرتشفون علوم أهل البيت عليهم السلام من أهل المدينة المحافظة على نهج الولاية المتمسكة بإحياء الشعائر
فكانت عودته لأهله وذويه محط أنظار التطلع بمايدليه من المعارف حتى أصبح وجهاً يشار إليه بالبنان فبدأ يأخذ دوره ويربي تلامذة وطلاب علم احتضنهم وعرفهم الطرق المثلى لتحصيل العلوم الدينية فكان مع وجود العلامة المرحوم الشيخ محمد علي العمري له بروزه وظهوره وتقديمه في كثير من المناسبات والرجوع إليه في كثير من القضايا الإصلاحية التي لفتت أهل المدينة إلى سعة الصدر والحكمة التي يعالج بها القضايا العالقة مدة من الزمن فيخرج المتخاصمان والمتنازعان من داره وهما على وئام بالأطروحات الشرعية التي وردت في الشريعة السمحاء
بل استطاع أن يغير كثيرا من السلبيات التي كانت تجتاح أفكار بعض شباب أهل المدينة من الإشكالات العصرية الحديثة حتى التف حوله كثير من الشباب وطلاب العلوم الدينية خصوصا الفضلاء وهم الأعرف والأقرب للشيخ في توجيههم أبناء مجتمعهم مع أنه لم ينظر إلى لذات الدنيا بل كان يعيش حالة الزهد والورع والتقوى كما كان ديدن صديقه المخلص المرحوم الشيخ حيدر المدني.
مهما كتبت عنه فلن أجد نفسي وافياًلماقام به من تكاليف شرعية أنيطت به صب الله على قبره شآبيب الرحمة والرضوان وحشره الله مع محمد وآله في أعلى درجات الجنان
منصور الجشي
تعليقات
إرسال تعليق