أطلقت العنان لأحلامها لتصبح شخصية مميزة في عالمي التطوع والإعلام..... “إيمان السويدان” تعايشت مع السكلر فكان لها عطية تعلمت منها الكثير

 

 أماني منصور-خليج الدانة سيهات

شخصية متميزة مختلفة في حضورها،، فهي كاتبة أطلقت العنان لأفكارها وأحلامها لتُحلّق عالياً، فخلقت لنا أشعاراً جميلة، إضافة لكونها إعلامية تمتاز بالصراحة وتتمتع بذكاء مميز ، مُحّبة للعمل التطوعي ، هادئة مبتسمة دائما .. لديها أفكار وقراءات صاخبة تطل من هذا الهدوء وتختزن في ذاتها أشعار صادقة وهدوء جذاب،،

حديثها في هذا الحوار مع “خليج الدانة” تجسّد الكثير من شخصيتها وشاعريتها وانسانيتها:

من هي إيمان السويدان؟

مواطنة سعودية، حاصلة على بكالوريوس لغة عربية، وكذلك دبلوم إعلام وعلاقات عامة، وعدة دورات إعلامية، كما حظيت بفرصة لأن أكون من دفعة MBC edutain 2019, فئة كتابة السيناريو .

*كل فتاة بأبيها معجبة*

متى كانت بداية التوجه للمجال ككاتبة وإعلامية بالإضافة لمحاولات الشعر، وكذلك العمل التطوعي؟

قد يفاجئكِ أن كل المجالات التي ذكرتها كنت أراها في والدي رحمه الله، ولأنني المقربة منه ولأن ” كل فتاة بأبيها معجبة” كانت البدايات كلها مرتبطة به، فالكتابة ونظم الشعر والعمل التطوعي ومساندة الآخرين كانوا عالمه،

فالكتابة كانت شغفاً كنت أشاكسه به من خلال مادة التعبير وملاحقتي إياه بالدفتر لأحظى بقراءة متمعنة تكسبني الزهو حين يشيد بها وحين أحظى بالعلامات المتكاملة فيها.

أما انخراطي بالعمل التطوعي والإعلامي منذ ١٢ سنة تقريباً عند التحاقي بلجنة موكب الإمام الحسين بسيهات،
وكشاعرة فلازلت طفلة ومتطفلة ولازلت أحاول أن أكتب مايليق، لئلا أكون دخيلة على عالم يفوقني قدرة على مجاراته.

كلماتكِ تلامس القلب ،، متى وكيف ولمن تكتبين؟

في الواقع هي وليدة لحظات أعيشها وتعايشني وتمسني شخصياً لكنها تجد وقعاً في الأنفس، وقد أكون ممتنة لمن حولي لأنها تجد طريقها ومكانها لذائقتهم.

و ماهي الصعوبات التي واجهتها سواء شخصية أو عائلية أو حتى اجتماعية؟

أنا دائماً ما أقول أنني محظوظة بعائلتي وبزوجي وبصديقاتي وبالأشخاص من حولي، لذا فأي صعوبات قد أستعرضها هنا ستكون مسيئة بحقهم لأنني أتغلب عليها بهم.

متى بدأ العمل الحقيقي في أي عمر؟

بالنسبة للإعلام بدأت به كما أسلفت منذ ١٢ سنة، وكانت فاتحته الإمام الحسين عليه السلام الذي اعتبره عرابي الذي أجد قضيته هي من صنع قلمي الإعلامي والذي يجعلني أراعي فيه كل كلمة وحرف أخطه.

حيث بدأت بعد التحاقي كمتطوعة في موكب الإمام الحسين عليه السلام والتحقت بعدها بإحدى الصحف الالكترونية، وبعدها كإعلامية بجمعية سيهات ولازلت، كما أُتيحت لي الفرصة في فترة من الفترات ولمدة سنتين أن أكون محررة ثقافية في صحيفة الاقتصادية.

ذكرتِ أنكِ عملتي بجريدة الاقتصادية، لكنكِ بعدها ابتعدتِ فماالسبب؟

أصبحت الساحة الإعلامية مكتظة جداً، ولن أقول من الدخلاء، لكن الشهرة أصبحت مبتغى الأغلبية ولم يعد الجانب الرسالي غاية أحد، لذا نفرت نوعاً ما مما يحدث، لكنني عدت بعد فترة لأكتب وفق ماتمليه عليّ قناعاتي، وبعيداً عن بهرجة هذا المجال ومريديه الذين خلطوا سُلطة الإعلام بالإعلان.

وهل هناك مجال لكل شخصية للعمل في أي عمر دام الخطة أو الهدف واضح؟

بالتأكيد، العمر ليس مقياساً للمضي في أي شيء، وليس عائقاً لتحقيق أي هدف، فهو مجرد رقم يتوقف عنده من يتوقف، لكنه بالتأكيد لن يكون المانع، لكني لازلت أرى بأن الإعلام لابد أن يعيد هيبته إن كان الحديث هنا مخصصاً للانخراط بالعمل الإعلامي، وأن تكون الرغبة مقترنة بالإمكانيات والمهارات واليقين التام بأنه مجال عريق، الهدف منه خدمة المجتمع والذوبان فيه، دون البحث عن تحقيق رغبات ذاتية، إلى جانب التحلي بأخلاقيات عالية ومهنية.

كيف تغلبت إيمان على السكلر ؟

واقعاً لم أتغلب عليه بقدر ماعايشته، وأتعايش يومياً مع مضاعفاته، ومعركتنا معه كمصابين يومية لحين اكتشاف علاج ينهيه نهائياً، لكن لن أقول سوى الحمدلله على جميل عطاياه، فالحقيقة هو عطية أتعلم منها وتذكرني بالصبر، والنهوض بأمل بعد كل نوبة، كما يعلمني التعامل مع أنماط الشخصيات مع ما أراه ممن حولي في تعاطيهم معه، ومدى تفهمهم لي وله.

*ومن جانب الجمع بين العائلة والعمل*

لو لم تكن لدي عائلة محبة وإدارة مراعية لكان الأمر مستحيلاً الجمع بين أي شيء مع نوبات المرض المتكررة.
وقد يضحككِ الأمر لكن اللاب توب والهاتف رفيقاي حتى على السرير الأبيض ، حتى إن أحدهم صفعني يوماً بكلمة وجهها لي

” لو متِ بإحدى النوبات فالإدارة ستكتفي بتعزية عائلتكِ ووضع اعلان وظيفي لتغطية مكانك”.

وماهو أكثر شيء أثر فيها إيجابًا؟

الألطاف الإلهية التي ترافقني مع كل شدة، وبأيدي أصدقاء حقيقيين يتلقفونني دائماً.
وبالفرص التي أحظى بها لأطور من ذاتي .

من أين تستمدين الطاقة؟

دائماً ماأضع في اعتباري قولاً للإمام علي عليه السلام” كُنّ واثقاً، كُنّ مؤمناً، كُنّ آمناً، كُنّ ليناً، كُنّ دائمَ البسماتِ”
لذا تجدين ابتسامتي حاضرة في كل الأوقات
وكذلك نصيحة والدي رحمه الله بأن كل إنسان يصنع نفسه، إلى جانب كل الذكريات التي عايشتها معه منذ الصغر وكل الحبّ والدعم الذي قدمه لي كاأب حنون يجعلني خجلى وعصية الاستسلام.

وماذا بعد الأهداف القادمة؟

هنالك عمل إعلامي أتمنى أن يرى النور قريباً، سيبرز إمكانياتي، وما أحلم به من توثيق للأشخاص والأمكنة.
كما لازلت أحلم بتوثيق سيرة والدي رحمه الله كرجل لن يتكرر بما قدمه لوطنه، لمدينته القطيف، ولعائلته.

تعليقات