لم تعد القضية ترفا "انها كرونا"

الشيخ حسين البيات
لعل الاطباء الذين بيننا يترددون في الظهور اعلاميا للحديث عن خطورة جائحة كورونا لاسباب عدة منها عدم بث الهلع بين الناس مادامت وزارة الصحة مشكورة تقوم بمهامها من الاعلام والتوجيه والارشاد والعلاج ووزارة الداخلية مشكورة بمتابعة التقيد بالنظام الصحي المطلوب.

الرقم اليوم بالقطيف 75 مع صفوى وامس 78 حالة من الاصابات والعلم عند الله في ارتفاعه او انخفاضه الا ان كل ذلك منوط بتقيد الناس خارج حدود الرقابة والوقاية من هذا الوباء الذي ان دخل مكانا اتعبه واخرجه من دائرة الراحة والارتياح بل سيكون شكلا من اشكال الحزن والاسى .

وقايتك لنفسك تعني حفاظك على نفسك واهلك ومن يقترب منك وحفاظ الاخرين على انفسهم يعني ايضا حماية كل ما حولهم وبذلك فاننا اذا التزمنا فان الوضع سيكون اكثر امانا للجميع، وبخلاف ذلك فالمشكلة اذا اتسعت فسيتضرر كثيرون لان الوباء اذا استشرى فالوضع سيكون صعبا جدا ولعل ما تختصره الصحة في كلمة قصيرة ان التزمتم استطعنا فتح الاجواء بشكل افضل ولا نضطر الى العودة الى الوراء،وهو كلام في غاية الدقة والتخصص والوعي .

اليوم نحن نواجه مشكلة جديدة وهو سعة الوقت والمكان للتنقل والذهاب للاعمال وارتفاع مستوى الاختلاط بين الناس في مناطقهم والمناطق الاخرى مما يحتاج الى مزيد وقاية بل بمستوى عالٍ جدا نظرا لزيادة احتمال الاصابة بتعدد مصادره وجهاته.

لم يعد التسوق متعة تستهلك فيها جل وقتك بل خذ ما تحتاج وفي فترة قصيرة وبوقاية عالية .

اما على المستوى الشرعي فمازال الكثيرون من رواد المساجد مترددين في الذهاب الى الصلاة جماعة او فرادى وكذلك بعض القائمين لامور شرعية وانسانية لخوفهم على الناس من خطر الاصابة، ففرق بين دفع الضرر وهو واجب وصلاة الجماعة او الفرادى في المسجد وهو مستحب ،ومراقبة الامور حين الصلاة في المسجد لتقليل محتملات الاصابة هو الاهم .

هذا فضلا عن العودة بشكل طبيعي جدا مع انخفاض محتملات الاصابة وهذا يحصل ان قللنا من عدد المصابين وابعدنا محتملات انتقال المرض.

لذا ارجو ان نضع الايدي ببعضها البعض لنتواصى بالحق وهو ابعاد هذا المرض وبالصبر على الوقاية وتعبها لنعبر في سلام آمنين.

لا يزعل احد اذا مد يده للسلام واعتذر الاخر او اقترب من الاخرين وطلبوا منه الابتعاد او رأوه غير ملتزم بالنظام فارشدوه، فكلنا مسؤول والسفينة لن تنجو اذا تعددت خروقها.


تعليقات