حسراتٌ متتاليةٌ ، تقضُّ مضاجعَنا ،وتذهبُ بِنَا بعيداً إلى محطّات اليأس في رجوعٍ متسارعٍ تهوى فيها أفئدة النُّفُوس.مقدّمةٌ ، نجدُ فيها أنّ رايةَ اليأس خفاقةٌ في سماءِ حياتِنا !
لماذا ؟.
هل هو واقعنا، والذي نزحفُ بركبنا على طرقٍ وعرةٍ لنصلَ الى هدفٍ غير واضحة معالمه ، أو نجد أنّ أملنا قد بات يخفو بصيصُه؟.
قد تتكاثرُ علاماتُ الإستفهام ،والتي تغزو حياتنا ، دون أن نصلَ إلى بداية طريق يصلنا الى حقيقة المعرفة.
فالحقيقة أنّ حياتنا قد أوجدها الله بعنايةٍ فائقةٍ خالية من تعقيدات البشر ، وأوجدَ لها حلولاًتصلُ بهم الى الضفَّة المشرقة ، مع احتوائها مفاهيم فلسفية،وجوديّة، دينيّة،اجتماعيّة،
أخلاقيّة ، وغيرها من المفاهيم التي
تدور في محاور الفكر ، والرّقيّ والسعادة ، والحزن .
بعبارة أخرى ، أنّ البشرَ هم من صنع تلك السلبيات ، لخروجهم عن معادلة الايجابيات .
هنا نتكلم عن السلبيات المصطنعة ، وليست الطبيعية والتي تنشأ عن الظروف الغير إرادية .
ولا نعني أيضاً الصّعوبات والتي قد تُفرضُ على الانسان بسبب قوانين وضعية قابلة للخطأ والصّواب ، بل نعني الإعاقات والتي تشبه بمايُسمِى بالإختناق النّفسي والتي قد حُفرت في دروب حياته قسراً ، دون مراعاة معرفة لخصائص الإنسان .
تلك الإعاقات قد تكون نتيجة لتربية لم تُمكنه منذ نعومة أظفاره من إخراج قدراته، والتي ربما تكون من فرطِ دلال أوعكسه، وعدم تمكينه من مواجهة المشاكل، فكبر وهو غير واثق من قدرته على وضع الحلول فكانت بذرة الترددّد في شخصيته التي نمت، وكان ثمارها الخوف، والقلق لتحاصره تلك الأفكار السلبية ،فيجد نفسه تُعاني من حسرات مُتتالية نتيجة هدر الفرص ، وزحفٍ متواصلٍ على الركب وعلى طرقٍ وعرة قد شكَّلها القلق ، وتزاحم افكار سلبية كالخوفِ من الاخفاق، والتي تُشبه تلك المسالك بطرقٍ طينية لا يُمكن للقدمِ الاستقامة عليها فتمضي حياتها زاحفة في مزالقِ الحيرة .
إذن هناك افتراضات حلول قد تُوِّجت بكلمة رُبّما ، وجعلت تلك الُقدرات تسير بخطُىً متقاربة ، قد تداخل معها عنصر الحذروالخوف ، مما يجعلها في حالة السّكون .
هذه حالة الانسان مع شديد الأسف،إذا انصاع الى عالم الوهم والخوف والتردّد والحذر المبالغ فيه .
فالحياة بسيطة المنشأ ، وصعبة التعامل ، ومع ذلك هناك غريزة حبّ البقاء والتي تجعل الانسان يكافح
ولو بضعف ، مع أنّه خُلقَ قويا ليواجه تلك الحياة.
إذن لماذا هذا التقهقر في قوّته ?.
لم يخلق الله سبحانه الإنسان في هذه الحياة وحيداً فريداً.بل هناك نُظراء له في الخلق، منهم الإسرة والتي يعيش معها في كنفٍ واحد ، والتي تكبر لتصبح مجتمعاً موسّعا، وإن تباعدت المسافة الاجتماعية والتي قد يكون لها أثر سلبي في التّواصل لوجود فراغات روحانية بينهم .
نحن الان في صدد المقرّبين لذلك الانسان ، قرابة روحية تتخلّلها المحبّة الصادقة والاخلاص في التعامل ، والثّقة المتبادلة ، وحسن المعاشرة ،ومدّ يد العون متى أُحتيجَ لها دون نفور واقع .
هؤلاء هم سندُنا ، وهم من يُضيؤون دروبَ حياتنا ، وهم اشراقةُ حياة تخضرُّ فيها روابي التّعايش الآمن ،
والمتواجدين في ساحات العون من قلوبهم ، وهم محصّلة أمل قد غربلتهم الْحَيَاةُ بكلّ صعوباتها ، باقين معنا حين غياب الغير .
من المؤكّد أنّ هؤلاء هم سندنا ، والذين ينثرون علينا تلك الطاقات الايجابية والابتعاد عن الطاقات السلبية المختلفة .
فمع هؤلاء ، لن تكون هناك أيّ قهقرة في قوانا ، بل نشعر أنّ هناك مناهلَ قد غرفنا منها أسس كلّ قوّة تكسر الصّعاب ، وبساتين قد بُذرت بالامل، وأثمرت طُرقاً معبّدة لا تهمّنا أي وعورة إن وُجدت .
خلاصة ؛
أنّ الله قد منّ علينا بألطاف المحبين الذّين نعتبرهم معادلة موزونة ، تُزيلُ علامات الاستفهام
ونجد أنّ الحياة مع من نحب ، هي القوة المكنونة في دواخلنا لنسيرَ دون خوفٍ أو قلقٍ ، بل بيقينٍ مطلقٍ أنّ الله لطيف بعباده .
بقلم( علي حسن الخنيزي)
تعليقات
إرسال تعليق