نعوم تشومسكي: كيف سيغير كورونا العالم؟


دول أكثر استبدادية أو إعادة بناء المجتمع بشروط إنسانية، هكذا يرى المفكر الأميركي نعوم تشومسكي العالم بعد أزمة جائحة كورونا المستجد.
تشومسكي (91 عاما) والذي يعرف بأحد رواد الفلسفة التحليلية قال في مقابلة مع قناة "DiEM 25" إنه رغم الأزمة التي تفرضها جائحة كورونا المستجد إلا أن هناك أزمات أخرى بانتظار العالم تهدد البشرية كلها، وهي الحرب النووية وأزمة الاحتباس الحراري، والتي تتكثف تهديداتها بسبب السياسات "النيوليبرالية"، والتي ستقود إلى أزمات أخرى تنتج شكلا جديدا للعالم.

وأضاف أن العالم بعد كورونا سيشهد انتعاشا بطريقة أو بأخرى، ولكن عواقبه ستكون شديدة، وستجعل تجاوز الأزمات التي ستتبعها أمرا صعب المنال.

وتساءل عما إذا كان العالم سيعيد تنظيم نفسه لخلق عالم يعتمد على الاحتياجات البشرية أكثر من الربح، والذي إن تحقق سيمكننا من تجاوز الأزمات الأخرى مثل الحرب النووية أو الكوارث التي ستنتج عن الاحتباس الحراري.

أزمة الحضارة الغربية في هذه المرحلة مدمرة، فقوة الولايات المتحدة ساحقة حتى الآن، وإذا فرضت عقوبات على إيران أو كوبا فالجميع يتبعها بذلك وحتى بما في ذلك الدول الأوروبية، ولكن على سبيل المثال من السخرية أن نجد كوبا تعرض المساعدة على أوروبا في مواجهة فيروس كورونا.

ودعا تشومسكي إلى الضرورة التعامل مع أزمة فيروس كورونا بنفس الخطاب التعبوي في زمن الحرب، مشيرا بذلك إلى تعامل الولايات المتحدة مع الحرب العالمية الثانية، فرغم أنها قادت البلاد إلى دين كبير، إلا أنها ضاعفت التصنيع الأميركي ودفعت بالنمو لأقصى درجة، ونحن بحاجة إلى مثل هذه العقلية للتغلب على الأزمة على المدى القصير والذي تتمكن فيه الدول الغنية من مساعدة الدول الفقيرة.

ويرى أن الأزمة الحالية أثبتت فشل سياسيات السوق والتي فاقمت المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، إذ أن ما عرقل جهود مواجهة مثل هكذا وباء بعد كل هذه السنوات من التقدم هو "الطاعون النيوليرالي"، خاصة وأن المعلومات دائما ما تكون متوفرة، ولكن الانتباه لها وسط هذا النظام لا يكون إلا إذا جاء من خلفها منفعة.

ورغم تمارين ومحاكاة الولايات المتحدة لسيناريوهات انتشار وباء من هذا النوع وكيفية التعامل معه، إلا أنها تجاهلت جميع الرسائل التي أغفلت منذ بداية الأزمة في ديسمبر الماضي، عندما أبلغت الصين رسميا عن الفيروس.

وأكد تشومسكي أن أزمة جائحة كورونا ما هي إلا علامة تحذير لتكشف عن عيوب النظام العالمي الذي نعيشه والخلل في النواحي الاجتماعي والاقتصادية.

نقلا عن موقع الحرة

تعليقات