وعندي للأحبةِ كُلُّ جفنٍ..طليقِ الدمعِ مأسورِ الرُّقادِ
هذا لسان حال من عرف صديقنا إحسان الجشي الذي فجعت بخبر وفاته، فقد نزل الخبر علي نزول الصاعقة، وأصابني بجرعة شلل وقف معها عقلي عن التفكير!
فقدت كثيراً من الأحبة، وكذلك الحال مع غيري، فليس بين الأحياء الذين يقاربونني سناً من لم يصب بفقد حبيب أو عزيز، وهذه أمور مسلم بها لمشيئة الله، ومن نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى: استمرار سيرنا على دروب الحياة مهما أُصِبْنا ومهما خسرنا.
لا أعرف كيف أبدأ بوداعك يا أبا حسن!
هل أبدأ بذكر كرمك المتناهي، أم سعة صدرك التي لا تعرف حدود، أم ابتسامتك الدائمة، أم شهامتك التي أتعبتك ولم تشتكِ تعبها، أم شجاعتك التي غبطك عليها المحب وحسدك عليها الذين في قلوبهم مرض، أم وطنيتك الناصعة نصوع بياض الثلج، أم همتك التي لا تعرف الانكسار، أم بَذْلُك دم قلبك في سعيك لتحقيق الصالح العام ... أم ماذا يا إحسان!
كيف لمثلي أن يقدر على وداع مثلك؟!
هذا وقت لم يخطر ببالي أن أعيشه في يوم من الأيام يا إحسان، وها أنا أعيشه دون استعداد له، لأنه ليس من الأمور التي يخطط العاقل الحصيف لمعايشتها، لذا فهو وقت يقع خارج المُفَكَر فيه.
نعم يا إحسان: فقدك خارجٌ عن المُفَكَر فيه، وهذا ما شل تفكيري عند سماعي خبر فقدي إياك.
لا يسعفني معجم المفردات والتعبيرات لأوفيك حقك، فكل ما قد أكتبه في وداعك هو دون شأنك، فلتعذرني إن عثرت خطواتي على درب وداعك، فهو درب مهيب يا إحسان.
استودعك الله على أمل اللقاء بك عند سدرة المنتهى.
اجورنا جميعاً
ردحذفو نعم الرجل ابو حسن، محبوب من الجميع و يحب الناس و يحب القطيف و خدوم.
شوفته تشرح الصدر.
رحمة الله عليه خسرناه والله 😞