المنافسة بالإسقاط فشل المتميزين

 


المنافسة بالإسقاط فشل المتميزين

من يرى إبقاء تميزه في إسقاط الاخرين فلن يكون لتميزه بقاءً وسوف تتعثر خطواته في منتصف الطريق حينما يكون نظره لمن ينافسه لاسيما حينما يسبقه الاخرون بخطوات عملية ونتاج متميز فيشعر بالإحباط النفسي وعدم قدرته على الحركة الى الامام وغالبا ما تتجسد بنفسيته صورة المنافس الحاسد الذي يبحث عن المثالب والمناظرة للآخرين والشعور بالنقص امام أي مبدع او ابداع.

التميز يعلو بـ "الابداع والمنافسة والتجديد" ولإتمام قيمة التميز بالرجوع للاية الكريمة المملوءة بعظمة الحكيم باقتصاص هذه الجملة ( هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ) وهي تمثل صورة رائعة للتباهي بروعة التميز بعد مرحلة النجاح، لان النجاح وصول والتميز رفعة وعلو، 

ونجد مضمونا رائعا في حركة الشعور بالحاجة الى المزيد من العطاء – أي الاستمرار ومداومة التجديد والابداع- فنجد هذا المضمون الرائع ( إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ) وهو الشعور الدائم بعدم الوصول الى الهدف الذي يبتغيه مما يعني استمرار في العمل دون توقف، ولعل اكثرنا يتوقف توقف المنجِز وهي حالة من الشعور بغرور النجاح وذلك حينما يقترب من الهدف ليجد نفسه امام منافس غير متوقع قد سبقه بخطوات في لحظة زهوه، 

فتنشأ حالة المنافسة الاقصائية وهو أسوأ مرحلة للحركة التنافسية حينما يوفر المتميز اليد الأخرى لإسقاط المنافس بدل ان يستفيد منها في تسلق الجبل للوصول الى القمة، بل يقاسم منافسيه التفكير الإبداعي ليكون ذهنه مشغولا بالمتميزين والمنجزين بدل ان يعمل على تجديد الابداع والتفكير الإبداعي فيتقدمون ويتأخر.

وربما تتمثل قيمة التفكير النقدي والذي يجعل الابداع نتيجة ذات مفهوم مدروس ولهدف واضح وليس مجرد حركة صاعدة، 

وهذا ما يجعل المتأخرين يبحثون عن سبيل لإقصاء منافسيهم لان من يركض لركض منافسيه سيتوقف ان توقفوا.

بل ان قيمة التركيز على الابداع يجعل التميز اقوى في الكيف واكمل في الإنتاج

كثيرون يتميزون وتشتعل انوار الابداع فيهم لكنهم لا يقوون على رؤية منافس واحد بجانبهم لانهم نشأوا على التفرد بالطريق وهذا ما يجعل الحضارات المادية المهيمنة تعمل على اقصاء واسقاط أي رأس حضاري قادم وذلك لان الحضارة الجديدة تتقدم ان تحركت من حيث انتهى الاخرون وجمعت عقولها للإنتاج والابداع فلا تجد الحضارة السابقة مناصا من المنافسة الاقصائية او الاستسلام للحضارة القادمة،

والحقيقة ان الحضارة هي العمق الفكري والقيمي والثقافي وما عداها هي مدنية متطورة والا فالحضارات تتكامل ولا تتصادم.

تعليقات