(الاكتفاء بالكلام والقول دون فعل, هو شكل من أشكال تدمير الذات).
أهدي هذا النص إلى:
· كل من يسعى لتحسين علاقاته مع الآخرين, بمحاولة مواءمة القول والفعل.
· كل من يرغب بمعرفة النوايا الكامنة وراء الكلام الجاد ، والذي يُشاركه مع الآخرين من أفعال هادفة .
· كل من يهتم بالاستماع الفعال للقول وتنفيذه بالفعل بشكل صحيح, لكسب ثقة الذات والغير.
· كل من يتطلع إلى تطوير الوعي والحس المسؤول, بأسلوب تواصله وأنماط حواراته الهادفة والصادقة.
· كل من يجد نفسه متفاعلا مع الآخرين ومتواصلا معهم, بطرق إيجابية ليحوّل الكلام إلى أفعال جادة.
إن الرحلة التي يقوم بها كل إنسان عبر الوجود الأرضي, يمكن أن تكون صعبة بقدر ما يلامسها الثقة ويشوبها الشك. عندما نواجه الشدائد، فإن التوتر الذي نشعر به يمكن أن يؤدي إلى تآكل تفاؤلنا وأحلامنا وآمالنا, مما يقنعنا في النهاية بأن المشكلات التي نواجهها لا يمكن التغلب عليها. في الحقيقة، لا يوجد موقف أكثر خطورة من هذا, ولا يوجد تحدٍ أكبر من هذا, ولا يوجد خيار أكثر إرباكاً من هذا, بحيث لا يمكن التغلب عليه. وعلى الرغم من أننا قد نعتقد أن كل السبل قد أغلقت في وجهنا أو أن جهودنا المخلصة سوف تذهب سدى, فإننا لا نفتقر أبدا إلى الخيارات الممكنة. قد يكون أفضل مسار للعمل محجوبًا بالشك وبعدم جدواه, لكنه موجود. عندما نكون صادقين مع أنفسنا فيما يتعلق بهذه الحقيقة البسيطة, يمكننا التغلب على أي شيء لأننا لن نتوقف أبدًا عن البحث عن حل للتحديات التي أمامنا وهو الثبات في أقوالنا والإثبات بأفعالنا.
من السهل التحدث عن أحلامنا وآمالنا, لكن اتخاذ الخطوات الصغيرة التي تُؤدي إلى تحقيقها يتطلب طاقةً أكبر بكثير. إذا اقتصرنا على الحديث عنها دون تطبيق أو تنفيذ، فإننا نبدأ بفقدان الثقة بأنفسنا لأن لا شيء يتغير على المستوى الخارجي. وينبغي علينا أن نفحص أفعالنا بدقة, لنرى ما إذا كنا ننفذ أقوالنا من خلالها. حيث للكلمات وزنٌ كبيرٌ وقيمة ثمينة في هذا الكون, من طريقة القول لكن أفعالنا الجادة هي التي تُوجد الأشياء. هذا ما نعنيه عندما نقول لبعضنا البعض إن الفعل أبلغ من القول. في كثير من الأحيان, لا يتوافق ولا يتلائم ما نقوله بالضرورة مع ما نفعله وما نقوم به, مما يُظهر لنا أن الحديث عن الفعل أسهل من فعله، ولكن علينا جميعًا أن نُراجع أنفسنا من حين لآخر للتأكد من وجود توافق بين ما نقوله وما نفعله لكسب ثقتنا بأنفسنا وثقة الغير بنا.
عندما نلاحظ أن ما نتحدث عنه ونُعرّف أنفسنا من خلاله, ثم نلاحظ ما نفعله في المجتمع. أحيانًا ندرك أن أفعالنا لم تُواكب ما نقوله, وفي أحيان أخرى, نرى أننا قد نحتاج إلى تغيير أقوالنا وكلماتنا لتعكس بشكل أنسب ما نفعله في المجتمع. على أي حال, كلما وائمنا أقوالنا وأفعالنا, نزداد وضوحا في التعبير عن حقيقتنا في المجتمع،وثقة الغير بنا, وتزداد قدرتنا على تجسيدها على أرض الواقع.
عندما نتحدث باندفاع, غالبًا ما تطغى نوايانا على الضرر الناتج عن التحدث دون تفكير مسبق. لكن عندما نتحدث بوعي وبإتقان, نتمكن من التعبير عن أنفسنا بثقة, مما يُحسّن سلاسة وفهم محادثاتنا وحواراتنا, ويُلهم الجميع للمشاركة من منظور أكثر صدقًا وعمقا. مع التوجيه المناسب والمعرفة بكيفية الاستجابة بوعي أكبر, يمكن لأي شخص تغيير طريقة تفاعله مع الآخرين لبناء علاقات أعمق وأكثر جدوى والذي يتخلله مصداقية القول والفعل حيث هو عنوان النص بمحتواه .
علينا أن نتحدث بهدف وننشئ حوارات هادفة وهادئة, وسنكتشف التأثيرات الشخصية والعامة التي تُشكل أساليب التواصل, ونفهم سبب حديثنا إن وراءه فعل هادف. حينها ستتلقى ردود فعل مُحفزة ومُلهمة, من خلال الأقوال والأفعال التي تُساعدك على التفكير فيما تشكّل طريقة تفاعلك مع نفسك ومع الآخرين, بينما نكتشف أساليب جديدة للتعبير عن الذات تتوافق مع ذاتنا الحقيقية. لمساعدتنا على البقاء ثابتين وحاضرًين، ولن تنال ذلك إلا:
· بإكتساب المهارات اللازمة لإدارة محادثاتك مع أي شخص بكرامة وهدوء.
· بإستكشاف للاختلافات والتباين بين الحدس والهدف.
· بالنصائح للاستماع المتعمد، مع نصائح عملية وأمثلة واقعية قابلة للتطبيق.
· بالإعتماد على رؤى ثاقبة حول الأسباب والدوافع الشخصية وراء تأثرنا بالانفعالات في حديثنا وسعينا عى التطبيق الفعلي.
· بالمحفزات لكتابة اليوميات لدمج كل هذه التعاليم, في أفعال يومية بسيطة وتطبيقها على كل جانب من جوانب حياتك.
وأخيرا أكتفي بالقول:
دعونا نحوّل محاداثتنا وأقوالنا إلى أفعال بدءًا من اليوم! لمواءمة أقوالنا مع أفعالنا, فإن الاكتفاء بالكلام دون فعل هو شكل من أشكال تدمير الذات.
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق