(التعامل مع خيبات الأمل والإحباط).


(التعامل مع خيبات الأمل والإحباط).

في البداية, ماكنتُ متحمسًة جدًا للكتابة هذا الوقت,  والذي لا  يشجع على الكتابة حيث ارتسمت خيبة الأمل على محياي.ولا أخفيك سرا بأنني لست من المتشبثين بالإحباط,  و سرعان ما تلاشت هذه المشاعر. بدا الأمر رتيبًا, خاصةً بعد أن ضاع مني الجهد الكثير. مماجعلني حينها بأن أشعر بالإحباط أكثر, نعم بخيبة أمل لا تليق بشخصي   . 

 لعلني اليوم,أن أبدي إحباطي وخيبة أملي, وربما أجسد شعوري ببعض أكثر لحظاتي إحراجًا دون تفاصيل. والذي استغرق الأمر مني يومًا كاملًا ولعله أفسد حماسي حينها. وكيف خذلتُ نفسي دون أن أدرك, وكذلك البعض من الآخرين. لن أنسى ذلك اليوم, كنت أتمنى لو بقي لفترة أطول, حيث لا زلت حينها أشعر بالأسف الشديد لخيبتي وإحباطي الطارئ والخارج عن إرادتي. بعد وقت قصير من حدوثه. بدا الأمر كما لو أنه يُبعدني عن حضورالموقف من خاطري. بينما كنت أتجه إلى جهة ما.  كنتُ في حالة سيئة نوعا ما من شدة الإحباط. ومع هذا حينها أدهشني مدى توازني. رغم شعوري بخيبة الأمل في نفسي, وشعوري بالاستسلام أيضا. ثم بدأ قلبي ينبض بسرعة, بعدها أدرك البعض هناك من نبرة صوتي وكلماتي أنني كنتُ مستعدًة للإنفعال.  باختثصار جزء مني أراد الإسترخاء، لكن جزءًا آخر شعر بالتمرد .

 سأطرح هنا سؤالين استقصائيين: 

·   ما مقدار الإحباط الذي يمكنك تحمّله لنفسك؟

·  هل أنت على وشك الاستسلام؟ مع كل ما أنعم الله به عليك, هل هناك مجال للتراجع مثلا؟.

يشاء الله بدخول خيبات الأمل إلى حياتنا. في الواقع,  حيث يُمكننا القول إن خيبات الأمل هي تدبير كوني, لأنه يُراد  لنا أن نتعلم بعض الأمور ونتحمل دون أن نتألم خلال الأوقات العصيبة والخارجة عن إرادتنا. عندما نخفق يُلاحقنا الإحباط.  ولعل  الكثير منا يشعر بهذا الشعور في بعض المواقف, والتي على الأقل تجعل هذه الأمور عابرة إنه شعور عالمي. للبشر ونحن جميعا معرضون للإحباط. كل من عرفته قد عانى من الإحباط في وقت ما وبطريقة ما, قلتُ حينها: " عندما أعاني من لحظات إحباط شديد, عليّ أن ألجأ إلى الله بالدعاء والدموع في عينيّ, وأقول: يا رب، ساعدني".

أتساءل إن كان بعضكم يميل لفعل الشيء نفسه. ربما تمرّون أحيانا بوقت عصيب. ربما تشعرون أن الناس خذلوكم, فترغبون في الابتعاد عن كل شيء. لكن بإمكاننا تجاوز الأمر. إنه شعور متكرر.الشعور بالإحباط مرة واحدة لا يمنحك مناعة ضد الخيبة والفشل والتجاوز أو التعافي, يمكن أن يتكرر مرارًا وتكرارًا, في الواقع, قد تشعر بالإحباط حتى لمجرد شعورك بالإحباط الشديد.  وكإنه مرض مُعدٍ تقريبا. ينتشر الإحباط حتى من خلال التواصل العابر. قد يشعر البعض بالإحباط لأنك تشعر بالإحباط. وقد تشعر أنت بالإحباط لأن الآخرين يشعرون به ايضا. وعلينا حينها أن لا نتراجع ولن نستطيع أن نفعل شيئا بعيدا عن ذلك. ترى هل فقدنا شغفنا بالأمل حيث الأمل هو الصواب والصحيح دائما. مما ينبغي علينا أن:

·   نتوقف عن الانغماس في روتين الحياة. دعونا ندع خيبة الأمل تكشف لنا, كم من السهل علينا أن نملّ من إيماننا وثقتنا وقدرتنا.

·  نتأكد من أننا  قد تحررنا من التمرد الذاتي لما له عواقب وخيمة.

 خيبة الأمل هي أن تُدخلنا إلى الواقع, فلا نعلق في عالم ما كان من الممكن أن تكون عليه الأمور. كلما فعلنا شيئًا في الحياة ونحن نتوقع كيف ستكون النتيجة. فإننا نُخاطر بتجربة خيبة الأمل. عندما لا تسير الأمور كما تخيلناها, قد نشعر بمجموعة من المشاعر تتراوح بين خيبة أمل طفيفة واكتئاب خفيف أو حتى غضب عفيف. قد نُوجه مشاعرنا نحو أنفسنا أو نحو الآخرين أو الكون بشكل عام. سواء شعرنا بالإحباط من أنفسنا, أو من الغير,أو من الحياة بشكل عام, فإن خيبة الأمل دائمًا ما تكون شعورًا قاسيًا. ومع ذلك, فهي جزء طبيعي من الحياة، وهناك طرق عديدة للتعامل معها عندما نجد أنفسنا في حضرتها.

 كما هو الحال مع أي شيء, تأتينا خيبة الأمل لسبب ما، ولنا حاجة للخوف من الاعتراف أو الشعور بها. كلما تمكنا تقبّلها ومعالجتها, أسرعنا في الانتقال إلى مرحلة جديدة. لدينا وقفة لنتغلّب على الإحباطات, قد نرغب في الكتابة عن التجربة في  المكان الذي سبقها, وما يمكننا تكامل أن يحدث، وما حدث بالفعل. وضع هبة خيبة الأمل في احتمال على مواكبتنا مع الواقع, فلا نعلقها لفترة طويلة في عالم ما كان يمكن أن تكون عليه  هذه الأمور:

·       عندما نتأمل خيبات الأمل الأخرى في حياتنا وكيف تجاوزناها, قد ندرك أن ما حدث في بعض الحالات كان في الواقع, أفضل على المدى البعيد مما كنا نتمناه في البداية.

·       عندما تشك في أنك فاشل أو خائب، فقد يثير ذلك مشاعر سلبية متنوعة، كالغضب  والإستياء. 

·       عندما تأتي الخيبة من شخص ظننت أنه جدير بالثقة بك، فقد تثير الشك والارتباك، مما يدفعك إلى التشكيك في قدراتك. وحتى التمني ألا يكون ما تشعر به صحيحًا.

·       يكمن جمال خيبة الأمل في أنها تُمهد لنا الطريق إلى جانبها الآخر, حيث نجد قبول الواقع والحكمة, والطاقة للبدء من جديد.

 لهذا السبب، يُعدّ تعلّم كيفية مواجهة الإحباط وفهمه مهارة حياتية فعّالة. فبفضله، يمكنك التعامل مع هذه المواقف بثقة وجدارة. وتحقيق راحة بال أكبر, وبناء قدرة تثق بها. ولكن هناك ممن لم يستطيعوا الاعتماد على خبرتهم أو مهارتهم لإنجاز أي شيء. "لا بالقوة ولا بالقدرة، بل الإيمان بالقادر على كل شيء". أليس من السهل جدًا التهرب  والفرار من المهام. أليس كذلك؟ أعترف أنني غالبًا أعتمد على قدراتي الإستثنائية  بدلًا من الاستسلام والتذمر. لقدرتي على على تحمّل أي خيبة أمل قد تُصيبني.  وأحب أن أعرّف عن نفسي في أشدّ لحظات ضياعي. 

 هل ستلجأ إليه؟ هل ستستجيب لدعوتي أيها القارئ الكريم في هكذا مواقف للتحرر من خيبة أمل قد  تواجهك؟ ولكن لا يزال للأمل بقية. أبعد هذا كله هل هناك مجال لأكثر من الإبتعاد عن الشعور بخيبات الأمل! منذ صغري,لطالما عرفتُ هذا: الحياة تُلحق الإحباط  بنا تقريبا. لا يُمكننا النجاة من هذا الضرر. لكنني تعلمت أيضًا هذا, أنا لستُ نتيجة ظروفي, بل ثمرة قراراتي.

                                                      

غالية محروس المحروس

تعليقات