((من الشجاعة أن تبدأ اليوم! بإتاحة الظهور بمظهرك الحقيقي.))
تذكرت وأنا أفكر بكتابة هذا النص, بعد إن أخترت عنوانه قولا عميقا لعالم النفس النمساوي, سيغموند فرويد:"الشخص الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به, هو أنت في الماضي". وهنا أقول, عندما نُظهر أنفسنا للعالم دون قناع, فإننا نُتيح الفرصة نفسها للآخرين لفعل الشيء نفسه. معظمنا مُلِمٌّ بفكرة "الظهور بمظهر حقيقي" ولدينا حسٌّ بديهيٌّ بما يعنيه ذلك.
· من يُظهرون أنفسهم بمظهر حقيقي, لا يختبئون وراء شخصيةٍ مُزيفةٍ, لحماية أنفسهم خوفا, من نظرة الناس إليهم.
· من يُظهرون أنفسهم بمظهرهم الحقيقي, جوانبهم الجيدة والجوانب التي يُفضّل معظمنا إخفاؤها. إنهم يُشاركون ذواتهم كاملةً مع من يُحالفهم الحظ بمعرفتهم.
· إنهم لا يُظهرون ذاتًا زائفة أو يرتدون أقنعةً ليظهروا أكثر كمالًا أو قوةً أو استقلاليةً.
أن تكون حقيقيًا بهذه الطريقة ليس بالأمر الهيّن. فنحن نعيش في ثقافةٍ غالبًا ما تُصوّر لنا الكمال الجسدي والثراء المادي. ونتيجةً لذلك، نرغب جميعًا في أن نبدو أصغر سنًا, وأخف وزنا, وأكثر ثراءً, وأعظم نجاحًا. نُكافأ ظاهريًا عندما ننجح في هذا التزييف, لكن الأشخاص الحقيقيين يُذكّروننا بأننا, في داخلنا نُعاني. كلما شعرنا بالحاجة إلى أن نكون أكبر, أو أفضل، أو أكثر مثالية وجاذبية، فإننا نرسل لأنفسنا رسالة جادة مفادها أننا لسنا كافيين. في الوقت نفسه, يدخل الأشخاص الذين لا يسعون إلى أن يكونوا شيئًا أكبر مما هم عليه, ويحملون معهم شعورًا بالراحة والفكاهة والدفء. إنهم يعترفون بتجاعيدهم ويضحكون على غرائبهم الشخصية دون أن يضعوا أنفسهم في موقف محرج.
أشخاصٌ كهؤلاء يُلهموننا لنتخلى عن دفاعاتنا ونسترخي للحظةٍ في حقيقتنا. في وجودهم، نشعر بالأمان الكافي لنخلع شخصياتنا ونختبر حرية عدم الاختباء وراء حواجز أو عوائق أو حتى أقنعة. أولئك الذين حالفهم الحظ بوجود شخصيات قادرةٍ, على الحفاظ على حقيقتهم قد يجدون سهولةً في أن يكونوا كذلك. أما البقية, فقد يضطرون لبذل جهدٍ أكبر, للتخلي عن ادعاءاتهم ومشاركة جمال وروح الدعابة في ذواتنا الحقيقية. مكافأتنا على هذه المخاطرة والمجازفة, الغير مقبولة أو المسبوقة أو المألوفة عن الغالبية, هي أننا سنجذب الآخرين ونُلهمهم. مانحين إياهم الفرصة ليكونوا على حقيقتهم أيضًا.
لو تطرقت على سبيل المثال لا الحصر, إن التقدم في السن بشكل مختلف, اشعر شخصيا بخفة وحرية وثقة أكبر! رغم إنني اشعر بالروعة والقناعة في كل مرحلة من مراحل حياتي! ولعلني هنا أعيد صياغة منظوري للشيخوخة بشكل جذري لأستمتع بكل لحظة. من خلال دروسي وإرشادي اليومي، والتي قد تحدد مخاوف البعض وللتخلص منها،وذلك بإكتشاف طرقًا جديدة لإضفاء المزيد من السعادة على حياتهم, واحتضان أنفسهم بحب وتعاطف. في النهاية، سيشهد البعض تحولًا عميقًا يجعلهم يتألقوا ببراعة لا يمكن للآخرين إلا أن يلاحظوها. ولكن مالضير لو أحتفل البعض منا بحياة مليئة بطاقة متجددة وهدف رفيع! لنُعِد تعريفًا شاملًا لطريقة شعورك وتفكيرك وحديثك عن حقيقتك التي تفخر وتعتز وتتباهى بها لأنها تمثل شخصيتك الحقيقية.
· إن إعادة ضبط علاقتك بحقيقتك الواضحة ستُمكّنك من عيش حياة أكثر حرية وسعادة وصحة.
· إن تأملك لاحتضان الماضي و الحاضر لحقيقتك التي لا تشبه غيرك, ستمكنك من العيش بوعي وتوازن وهيبة وتقدير واحترام.
· إن الإقدام بخطوات عملية جادة لتحديد ما يعيقك, عن الوصول إلى أفضل ما فيك دون تقليد أو تزببف والتخلص منه.
· إن التأقلم والتعود على تكوين صداقات, مع عقلك وجسدك وشكلك وحقيقتك وعمرك والاستماع إليه والثقة باحتياجاته, سيمكنك من العيش بالتصالح مع نفسك دوما.
واخيرا أقول لفئة من الأشخاص:
· الذين يعانون من مشاعر القلق والخوف أو فقدان الذات تجاه التقدم في السن وتغيير معالم الشكل والهيئة .
· الذين يرغبون في النجاح والوصول إلى قمة نشاطهم وحيويتهم في كل مرحلة من مراحل الحياة.
· الذين يرغبون في التحرر من الأفكار السلبية المُدمرة للذات.
· الذين يرغبون في الشعور بمزيد من الواقع والحقيقة والسلام والشغف والهدف.
لنكسر الحواجز التي تمنعكم من الشعور بالرضا والثقة والراحة والحرية والسعادة والصحة في أي عمر وبأي ظرف وعلى أية شاكلة! وأسمحوا لأنفسكم بالظهور بمظهركم الحقيقي دون تزييف! وكأني ألمح البعض يهم بالمبادرة ولنسميها بالمحاولة والخوض بهذه المهمة الشخصية الجريئة الجادة ! وفي ذات الوقت أتوقع إن هناك من يخالفني هذا الرأي, أو لعل البعض الآخر قد يستخف بهكذا نوع من الطرح فقط تبعا لمبدأ خالف تعرف.
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق