((اعذرني لا تحمل علي أيها القارئ، ولقد حفظت لك في قلبي كل الإحترام ))
بعد التزامات أرهقتني لأيام طويلة غيّبتني عنكم وبعد تعب يثيره النعاس, أحتاج إلى لحظة هادئة وبمرافقة روح عذبة, وكم ينعشني أن أستشف لحروفي جمالا وجبالا يوازي أفكاري, والأجمل حين يقاسمني القارئ صدق مشاعري, والتي لا زالت تشبهني والتي تصادق العطر والمطر. فما كان مني إلا إن اغتسلت تحت رحمة السماء عسى أن يسمو إحساسي, وقررت هذه الليلة أن أقضيها للكتابة بطريقة أو بأخرى, لهذا أظن بأنها تناقضت بجمال الأحاسيس وصدقها.
حين ينام من حولي الضجيج يصحو قلمي ويعبث في شرايين قلبي, حينها أتوهج إحساسا, والسؤال هنا: هل من حقي السعي ومحاولة الوصول إلى نص مختلف يضيف شيئاً لروحي المنهكة, نص بعيدا عن الحلم والألم ليجعلني قوية على أية شاكلة! ولكن في ذات الوقت, اصطدم بالواقع الذي يقول: علي أن أكتب وأتقبل إن كانت الأفكار مبعثره, فإنني أتمنى أن يكون لي الوقت والمزاج كي أكتب بما يليق بذائقة القارئ المتمكن, حيث لا أعلم هل سأتمكن الليًلة من كتابة نصا يجسِّد بعض ما أصبو إليه, كنتُ سأغادر منذ قليل, ولكني شعرت هنا ثمة إحساس عفيف في ثنايا النص، فكتاباتي أحيانا تأبى أن تكون أسيرة مزاجي, وأحيانا أخرى لا يكون بوسعي إلا الكتابة لإدراكي إنها بلا مدى, حيث لا أستغني عن حاجتي لها, ولا أستطيع أن أكتم البوح في داخلي, فالحكايا كثيرة وربما تتوق لقلبي وقلمي. ولعلني أعد كتابتي هذه مناجاة متحيرة متناقضة في مشاعري وكإنها وشاية ضد اليأس.
أكتب ربما لأخلد لحظة ما شعرت فيها إنني أكثر من مجرد كاتبة وقلمي على كتفي! و لم تلدني أمي كاتبة ، بل علمتني كيف يكون صدق الإحساس في كل شئ، و لأن الحياة لا تظهر لنا صورها الواضحة دائما, فإنني أحيانا لا استطيع أن أدرك ما هي طبيعة كتاباتي, كم هو جميل أن نمر هنا بأرواحنا الحائرة دون أن نعي بأي كتابة ستأسرنا أقلامنا؟ وكم هو أجمل أن نحترم ما نكتب ولتكن نوعية الكتابة, ولنطلق العنان لدواخلنا ومشاعرنا التي تجسدها وتترجمها, أحيانا أتساءل ما السر الذي يكن في ذاتي حينما انتقي مفرداتي وأكتبها بشغف واستمتع بها ! هناك كتابات تخلد في ذاكرتي شئت أم أبيت, حيث واقعيتي في التناول, مدركة إن البعض من القراء لا تروقهم هكذا نوع من الكتابة. اعذرني لا تحمل علي أيها القارئ وقد حفظت لكم في قلبي كل الاحترام.
ذات مرة قالت لي أحداهن: إن رقتي ضعف, نعم ولازلت أبحث عن مكامن قوتي إن وجدتها, ولا أعلم سبب الاستمرار, إن الله سبحانه و تعالى يبتلي عباده بالشر والخير لحكمة لا ندركها إلا فيما بعد, حيث كنت في النص اقتفي انطفاء وجعي, وأحسست فعلا بارتياح وهدوء وسكون عند وصولي لخاتمة فكرتي وإن كان البعض لن يدركها, وسؤالي عن مكافأة الزمن حيرني, وكدت أسأل نفسي هل يكافئني حقا للإستسلام, ويعاقبني حين أثور ضد الزيف, أجد إنني مضطرة مع الأسف إلى القبول على مضض, بأشياء كثيرة وكأنني أسعى للحصول على جائزة استثنائية استحقها "الموجوعون في الحياة ", ولقد تعلمنا أن نغرق أنفسنا في تساؤلات لا معنى لها ، فنبقى مترنحين على أبواب الزمن ننتظر من يمد لنا يده, ولنعلن للعالم إننا حققنا وحققنا, والحقيقة إننا مازلنا خلف أبواب الزمن ولم نحقق شيء, من ذا الذي يتحرر من سلطة الزمن ويحوز نعمة الاعتذار من ماضيه,هي دعوة صادقة دون أن أدرك ذلك,و أنا هنا فلن أهمس ولن أصرخ, بل سأستفسر بكل هدوء أين نحن من كل هذا؟
بعد إن قلت ما قلت دون جدوى, قد أكون بحاجة أحيانا إلى لحظة صمت وسكون متسائلة: هل سنتمكن يوما من تحرير الروح, وهناك آهات لا تنسى مهما فات عليها الزمن, لعلني الليلة قبل أن تنتهي سهرتي مع الكتابة, أحلم بلقاء ما طالما انتظرته ولأرسل ولكن مع كل فجر ربما هناك دعاء استثنائي , أن يأتي العيد السعيد دون أن يُحرم أحد من أحبابه. لن أضيف هنا جديدا بعد كل الذي كتبته.
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق