((لاتغضب و تحول غضبك إلى بركان يدمر كل شيء))

 


((لاتغضب و تحول  غضبك إلى بركان يدمر كل شيء))


 استهوتني حكمة تقول: "من غضب منك ثلاث مرات ولم يقل فيك شرا أختره صاحبا".

 قبل كل شيء, سأطرح هنا  بعض الإستفسارات وليت الرد لدى البعض يكون بالنفي:

.  هل أنت كثير الإنفعال وحاد المزاج ولا تمتلك غضبك, وهل تندم على غضبك لاحقا !؟ 

.  ماذا  تفعل عندما تغضب ويزداد غضبك هل تترجمه بالصراخ في وجه الآخر!؟ .وهل لمحت البعض يتحدث عن سرعة  غضبك!؟

.  هل هناك  دوافع ومخاوف أو مبررات قد تمنعك من التخلي عن الغضب!؟

.   هل تستهويك رفقة وصحبة شخصا غاضبا!؟ وإن كان الرد نعم ماهو رد فعلك عندما يغضب عليك أحد،  وكيف تسيطر عليه لإطفاء ذلك الغضب!؟                    

 الكثير منا يغضب بين وقت وآخر, عندما نواجه مواقفا سيئة وسلبية ونتعرض للإساءة بطريقة وبأخرى, وذلك باختراق حقوقنا وبجرح كرامتنا, حينها يشعر البعض بالإحباط وبالتذمر وبخيبة الأمل.   أتذكر جيدا عندما كنت  صغيرة, كلما صادفني موقفا سلبيا يستفزني كنت حينها أشعر بالغضب والإنفعال بداخلي وبصمت , وحين تلمحني  والدتي تقول لي: "لا تحدقين بعينك". لقد تعلمت ألا أحدق, وإذا شعرت بالغضب أن أتقبله وأتفهمه بشيء من الحكمة والقوة والهدوء, وقررت أن أحتفظ بتوازني وأترجم وأجسد إنفعالي بطريقتي وكما ينبغي لي. وكان أحد تأثيرات ذلك على حياتي, هو أنني لا أسمح لأي أحد مهما كان, بالسير فوقي أي بالتجاوز علي أو الإساءة لي وأصمت, لأنني كنت سأعتاد على عدم إظهار غضبي، ثم بدأت ألاحظ ذلك, في مكان العمل عدم التحديق  ترجمة لغضبي الخفي لم يكن يقدم لي أي خدمة. لقد شعرت بالقلق في البداية، لكنني اكتشفت ذلك بعد أن أظهرت غضبي بما يناسبني. عندما انتقدت شخصًا ما بشكل إيجابي وبالأصح عاتبته بأدب رفيع  لظرف ما، كنت أشعر حينها أنني بحالة ممتازة وبسلام داخلي لتختفي المشاعر السلبية.  حقا هذه هي المكافأة الذاتية التي حققتها لنفسي حقًا, لكن الشعور المريح ساعدني على الإستمرار.

  ولكن! سأكون كاذبًة إذا قلت إنني كنت أستمتع بالغضب الداخلي أو بإنتقاد الغير وعتابهم بتحفظ شديد, لكنني على الأقل, تعلمت كيف أفعل ذلك بتوازن وهدوء وحاولت جادة و بإصرار, أن أقهر غضبي حفاظا على توازني وكياني! أي ليس علي مقابلة القهر والإنفعال بالغضب, وإنما بعض الأحيان علي أن أتعلم الإصغاء للغير عندما يوجه ويقدم إلي نقداً أو إساءة وما أكثر ذلك, وأتعلم كيفية النقاش والحوار مع الآخر بكل هدوء وعقلانية, لكي لا أصل لمرحلة الغضب الذي لا يليق بشخصي, وفي ذات الوقت ليس هناك أسباب ومبررات تكفي أو تستحق لأن أغضب! ولا أخفيكم بأن الدافع الأكبر يكمن في قدرتي على التحكم والسيطرة على كبح جماح غضبي.

 باختصار شديد, ومن خلال تجربتي التدريبية الإنسانية الثرية الممتلئة بالمواقف بشتى أشكالها وأحجامها مع مختلف البيئات والأعمار والثقافات, كنت أستمتع مع طالباتي العزيزات  بتوازني الإستثنائي, وأحاول أن أكون هادئة في كل المواقف وحتى عندما أفيض غضبا بداخلي, كنت أحاول أن اصنع السلام والسكون بطريقة وأخرى وأطرز هدوئي بإبتسامة محاولة قدر الإمكان أن أفرض الهدوء على الجميع. وأنا واثقة تماما لا خلاف على ماذكرته هنا, وأنا مؤمنة تماما بالهدوء والإتزان  وبلذة متناهية بقدر ما فيها من الرضا وحتى مع من يثير استفزازي! أجزم إن حجم السكينة والهدوء تمنع وتحد من التجاوز أيا كان نوعه. حيث لا أسمح على أرضي بالتجاوز والغضب والإنفعال. و لعل أثر ممارسة الغضب وعواقبه هو تدميرا للعلاقات ويؤدي ذلك للإبتعاد عن الغاضب وحينها قد يسبب لذات الشخص العزلة, ولنتذكر إن الغضب قد يفضح أخلاقياتنا كبشر وهذا لا يليق بآدميتنا.

غالية محروس المحروس

تعليقات