لفتة قصيرة …
الحياة فيها الكثير من المعارف التي تبحث في مكنونات الوجود.. منها الفلسفية والتكوينية.. وغيرها..
وكلها تحتاج إلى معرفة عرفانية، حتى تتحوّل إلى أداة يُستفاد منها في معرفة كيفيّة التعامل الإنساني في حياة الإنسان نفسه.. ومع غيره.. ومع جميع المخلوقات في هذا الكون دون استثناء..
عنصر الإيمان الفطري بالله سبحانه وتعالى، وبأنّه خالق هذا الكون، وعِلّة الوجود، ومعرفة الله بالله ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) ومن خلال مخلوقاته (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا) شواهد للوصول الى معرفته معرفة يقينية لا شُبهة فيها ولا شكّ، بل معرفة اليقين والاطمئنان القلبي، كما ورد في الحديث القُدسي :
(( كنت كنزاً مخفيًاً فأحببتُ أن أُعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف وأنّه أهل للعبادة ))
إن الله خلقنا للعبادة هذا أمر اشر اليه سبحانه في كتابه الكريم، والعبادة لها معانٍ كثيرة وتتجلى مفاهيمها من طاعته والخضوع له سبحانه في الصلاة والصيام وغيرها من العبادات، العبادة تعني الخضوع والتذلل لله سبحانه وتعالى، وطاعة أوليائه عليهم السلام، فمهما كان الإنسان غنيّا إلا أنه يحتاج للعبادة.. والحديث عن العبادة يأخذنا للثواب والعقاب، فما كان الله ليعذّب الإنسان دون ذنب اقترفه.. فهذا خلاف عدله سبحانه وتعالى، وحاشاه وتنزه عن ظلم عباده، بل رحمته سعت كل شيء، فهو اللطيف الخبير، وليس للطفه حد، وهذا ما نقرأه في بعض الأدعية المختصّة في هذا المقام :
(( اللهم عاملنا بلطفك ولا تعاملنا بعدلك . فحقيقة نحن المحتاجون إليه دائماً. ))
وكلما تعمّقنا في مخلوقات الخالق عزّ وجل، عرفنا الله حقّ معرفته، واقتربنا الى مواطن العبادات والمعاملات أكثر وأكثر، فهو القائل في كتابه المبين :
((وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون)).
وعليه فإن العبادة هي معرفة الله, ومعرفة مخلوقاته والتدبر في خلقه للوصول الى حقّ المعرفة، وشكره لأنّه خلقنا بهذه الصّفة من عقل وروح وجسد.
فالإنسان له خلقة معيّنة والتي وصفها الله في كتابه المبين :
(( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
(( وتبارك الله أحسن الخالقين... ))
أفلا نشكره جل وعلا على ذلك؟
أفلا نشكره على هذه النعمة، وكل نّعمة، على كل شي وهي نواة العبادة الحقيقية التي تُوضع في ميزان أعمال العباد.
فشكرا لك يارب على كل شي
شكراً لله ... والحمد لله ربّ العالمين
بقلمي ( على حسن الخنيزي)
تعليقات
إرسال تعليق