الشيخ حسين البيات
بنظرة سريعة على واقع الاقتصاد القطيفي فستجده اقتصاد وظيفة وعمال واما التجارة فنسبته قليلة جدا مقارنة بما حوله من المدن المحيطة كالدمام والخبر ولم تعد التجارة في القطيف ذات عائد مربح كما هي عليه تلك المدن التجارية الاخرى.
اتجاه القطيفي الى الوظيفة واتجاه راس المال القطيفي الى العقار جعل الفراغ في الميزان التجاري والصناعي والزراعي يهوي الى اقل مستوياته بل اصبح المتجر الكبير بالقطيف هو بائع تجزئة للمورد الكبير بالاضافة الى غلاء الايجار حتى في الاماكن النائية، يرفع من سعر البيع فيصبح الشراء من المصدر اوفر للمشتري.
هذا فضلا عن غياب فن التعامل مع المشترين خصوصا بعض الاماكن الذين اعتمدوا كليا على العمالة الوافدة وعدم قدرتها على تفهم حاجيات الناس والمواد المطلوبة.
افتتاح سوبرماركت او مطعم او بوفية او مورد مواد انشاء وصيانة وغيرها يعد امرا جيدا لكن هذا لا يقيم كيان اقتصاد اكثر من مليون مواطن يعيشون في بقعة كبيرة دون ان يفكروا مليا في كيفية بناء مجتمع قوي اقتصاديا بكفاءاته المتوفرة جدا والمتميزة اخلاصا وخبرة ومهارة.
لذا اجد اقترح عدة امور :
الاول : انشاء كيانات اقتصادية متعددة براس المال قوي لاستيعاب حاجة السوق المحلية والوطنية وتوفير فرص عمل وافرة لتقليل نسب البطالة وتحريك عجلة السوق الى الامام فالمراكز الصناعية والتجارية الكبيرة ستسوعب حاجة القطيف والمدن المحلية بتحدي خبروي وكفاءة عالية.
الثاني : اصحاب الخبرات والقدرات الفنية والمهنية المهمة يمكنهم البدء بتكوين مشاريع اقتصادية مهمة وقد لاحظنا بعض المشاريع الناشئة لكنها مازالت بطيئة جدا ولذا التعجيل في اقامتها والعمل السريع في ايجادها مثل الصيدليات والاستشارات الطبية والمشاريع الصناعية كما لاحظنا بعض الشباب الناشيء بالتوجه لتصنيعها.
الثالث : ايجاد تطبيق جيد للمهن الفنية يشمل كل القطيف ويمكنك التخير في نوع العمل الذي تحتاجه كالسباكة والكهرباء والنجارات والصيانات عامة .
الرابع : الاتجاه الى احلال العمالة الوطنية وتوفير كل مستلزمات نجاحها فالعامل الوطني يمثل دورة اقتصادية ناجحة فتوفر المال لديه يعطيه مجالا لشراء مواد اوفر وتحريك اقتصاد البلد بينما الوافدة سوف ترسل اموالها الى الخارج وان اشترى شيئا فهو مما يقوم به معيشته المتواضعه وهو امر طبيعي .
الخامس : الاهتمام بالثروة السمكية وبالشجرة المثمرة والنخلة التي كانت رمزا لهذه المنطقة واصبحت شحيحة ضعيفة لا تقوى على منافسة الاخرين فالاهتمام بالثمار سيعود بالنفع الكبير ولعل بعض الاوقاف التي دب فيها الخلاف واصبحت اشجارها ذابلة يابسة فمن الجيد اعادة الحياة اليها وبكل الطرق الشرعية الممكنه.
واخيرا فمن الجيد ان تنتعش لغة الافكار والاقترحات والملتقيات الاقتصادية بالخصوص لاجل بناء مجتمع قويا اقتصاديا فالتحدي القادم هو الاقتصاد.
تعليقات
إرسال تعليق