❗️آه أيها الموت أما تدري إن في الحياة حكايات موجعة❗️ / ا. غالية المحروس


 ❗️آه أيها الموت أما تدري إن في الحياة حكايات موجعة❗️

 ليس من السهل علي  أن أكتب  وأن أتحدث عن هذه المرأة الصابرة المؤمنة! نعم إن للفاضلة (زكية عبدالله الخنيزي) حكايات من الحزن والقهر والوجع! حيث لا يخفي على أحد كم كانت أم حسين صبورة رغم تمسكها بالحياة, ورغم كل تلك العذابات والصراعات التي مرت بها من جرح إلى جرح ومن وجع إلى وجع، إلا إنها  تبكي وتأن بصوت خفي لم يكسر إيمانها وصبرها!  يالله أهذا قدري أن أوظف كلماتي لأرثي من يرحل عنا من الأحباب ! وماذا بعد!

  آه أيها الموت! أما تدري أن  قدر الفاضلة زكية أم حسين أن ترحل عن الدنيا هو راحة لها! نعم  لقد رحلت عنا وتركت من بعدها, حكايات الدهر الذي خانها وظلمها لتعيش حياتها كلها مليئة بالوجع والحزن والقهر والفقد! وقبل أن تحتضر لترحل بعيدا, أجزم تماما إنه في داخلها حزنا يحتضر, ووجع يعتصر حدّ الإنكسار وليس أقل من ذلك أبدا!

   وعزائي الشديد , إنني  لا أعرف لما أحب تلك الراحلة بالذات! هل هو إحساس بالظلم والغبن! أو لإنها تشبه أمي في أقدارها وحكاية أمي في أوجاعها! حينها قد تصورت إن السماء تدرك من  تختار وتأخذ العظماء في أقدارهم والذين يمتلكون حزنا عظيما على هذه الأرض! آه كم وكيف هذا الإحساس يتعبني ويكاد أن يخنقني ويستنزفني! أما من مخبأ لألتقط فيه أنفاسي!

  والأصعب وكأني ألمح قلب إبنتها يرجف وينزف بين يدي والدتها لحظة رحيلها! وكإن هناك لا شيئ  أصعب من موت أم قد كسر قلب أبنتها الوحيدة وأمات روحها!                   

 لا زلت استشف لحظة الوجع الصادقة المليئة, بفيض من الهلع والفزع عندما أردت تعزية  إبنتها يسرى,حينها تقول لي وهي تنتحب  باكية: أمي ماتت وهنا يأتي جانب الفطرة لتصبغ حشرجة وجعي, ما هي إلا خلجات نفس ارتبكت  وثارت بداخلي أعجز عن ترجمتها هنا مع زفرات من الوجع, فهل أصرخ قائلة: أي وجع ذاك الذي تحمله يسرى بفقدان أمها؟ أعترف بصدق إن وجعها غير قابل للتزوير وليس له تفسير, ولعله يختال هنا الوجع تلو الوجع

 ومع هذا وذاك ألا يحق للعزيزة أم حسين بعد اليوم أن تهدأ وتستريح!!

بورك ذلك  النزل الذي احتواها.

غالية محروس المحروس

تعليقات