(العم منصور المحروس عاش فى صمت ورحل فى هدوء)
بالأمس لم أكن قادرة على أن أصدق بعِد، أن جسد عمي العزيز أمامي، وإننا نلقي عليه النظرة الأخيرة ونحن في المغتسل حيث يحيط بنا السكون والحزن، تأملته لثوان سكينته لم تفاجئني وهو الهادئ دوما وابتعدت سريعا, تلك اللحظات شعرت فيها, إنه يرحل من الدنيا بكل ما فيها، ونحن نلمح بعين قلوبنا الباكية إلى جثمانه الطاهر,حيث القبر سيضم جسده فى انتظار خالقه، وعزاؤنا إنه في ذمة الله وبأمر الله وإذنه, ستحفه ملائكة الرحمن إلى الجنة, بعد إن قضى حياته بين عائلته لا تسمع له صوتا ولم يكن إلا ضاحكا,نعم وجدتك ياعمي مميزا بيننا مختلفا عنا فى كل شيء, سخي الخلق كثير الخجل باسم الوجه هادئ الصوت شديد الأدب ! فقد جمعت ياعمي كل الصفات النبيلة فى شخص واحد.
لأول مرة أشعر أن أرثي وأنعي بكلمات, لا أعدها تأبيناً عادياً تفرضه حساسية اللحظة الموجعة، بل هى وجع قلبي صدمة الرحيل المُفاجىء! ليجعلني أتساءل هل لك سر عند الله؟ وكان لزاما عليك ان ترحل سريعا وتختار أن تتوارى عن الأنظار بعيدا عن عائلتك, لترحل في هدوء أيها الهاديء الكريم المتواضع! وأقولها بكل صدق، فى رحلة عمرى كلها، لم أجد له مثيلاً فى الخلق والأدب. ولإن مثلك لا يجب ان يكون بيننا آثرت الرحيل فى هدوء, لكنه كان رحيلا مفاجئا حزينا. أجزم صادقة بحقيقة, إنه ليس لك مكانا هنا بيننا، فلمثلك بأخلاقك وطيبتك مكانها هناك في الجنة. .
رحمك الله يا عمي، فقد كنت من هؤلاء البشر الأطهار السائرين بين الناس في الدنيا،
حيث رحلت بهدوئك وطهرك. ولن أقول هنا إلا مايرضي الله عنا " إنا لله وإنا إليه راجعون".
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق