✍️ إن العاقل يتعلق ويتصل بالأكمل الدائم والجاهل يعشق الناقص الزائل ، الإنسان بطبعه يحب الجمال، لكن جمال الظاهر ليس جمالًا كاملًا، والمحب العاقل يدرك كل أنواع الجمال الظاهر والباطن، عن أمير المؤمنين عليه السلام:" حسن العقل جمال الظواهر والبواطن "[ميزان الحكمة، ج١ ، ص٤١٦]
- ليس كل الناس جديرين بالرفقة، بل يجب علينا أن نختار الرفيق من بين الناس، كما يختار الطير الحبَّ الجيد من الحبَّ الرديء، رُوِيَ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنهُ قال: " لا ترغبن في مودة من لم تكتشفه " [غرر الحكم] .
- اختر رفقة تصحبك العمر كله .. تعطيهم ويعطونك .. يأخذون منك وتأخذ منهم .. تتفقون، تختلفون، تتعاتبون ثم تضحكون على ذلك معًا .. رفقة تسمع حكاياتهم للمرة الألف ولا تتذمر .. اختر رفقة تذكرك بوقت الصلاة وتستقبل رسائلك الصباحية وهمومك المسائية بصدر رحب .. اختر رفقة تعينك في تحقيق أهدافك، وتساعدك في حل مشاكلك .. اختر رفقة يفرحون لفرحك ويحزنون لحزنك .. ويردون غيبتك ويسترون عيبك بلا خوف من أنك ستمضي وحيدًا .. اختر من سيشيخون معك ومن سيجلسون بعزائك وأهمهم من سيرافقونك إلى الجنة إن شاء الله.
- إذا كانت العلاقة مرتبطة بالله تبارك وتعالى، فادعْه سبحانه أن يديمها ويعززها بأواصر الإيمان والأخوة الحقيقية، فالرفيق في الله لا يتغير ابدًا، مهما تغيرت الظروف.
- حينما تضرع إلى الله بالدعاء لغيرك من الناس، لمن أحببت، ومن صاحبت، ومن آخيت، ومن عرفت، ومن لم تعرف، حينما تدعو لهؤلاء جميعًا فإنك بهذا تتنازل عن أنانيتك المتطلعة لحب الخير لذاتها فحسب !، وتنسحب من ذاتيتك كفرد، إلى وجودك كجزء من آخرين يشاركونك الرغبة، والتطلع للخير بكل معانيه.
[ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ، وَارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً، وَاجْزِهِمَا بِالإِحْسَانِ إِحْسَاناً، وَبِالسَّيِّئَاتِ غُفْرَاناً، اللهُمَّ اغْفِرْ للمُؤمنينَ والمُؤمناتِ الأحَياءِ مِنهُم والأمّواتْ، وَتَابِعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِالْخَيْرَاتِ ..]
اللهم وفقنا لعمل الخير، والاستمرار فيه، والتأييد والعصمة من الوقوع في المعاصي والذنوب، واستشعار اللذة والأنس بالقرب من الله عز وجل والشوق إليه، وإلى موتانا وموتى المؤمنين والمؤمنات الرحمة والغفران يارب العالمين والصلاة والسلام على نبينا المصطفى خاتم الرسل محمد عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين .
~ جمعة مباركة ~
__________
اللهم إني استودعك أثمن أشيائي واغلاها فاحفظها بحفظك يارب العالمين .
محبكم/ منصور الصلبوخ .
تعليقات
إرسال تعليق