❗️إلى الطلبة والطالبات مع التحية❗️
ذات مساء، توقفت عند إحساس ما وأنا ألمح خطوط الزمن والذكريات في مرايا الصور، واستشفيت من ذلك الإحساس فوجدت إن الصورة حينها تتحول بمرور الزمن إلى تاريخ شخصي لمن لا تاريخ له. حيث عمق تلك الصورة يكمن في إنها تتمسك بمرحلة تاريخ مضت من العمر، والتي تجعلني أشعر كأنني أعيشها وإن طمست جزء من ذكرياتي.
لعلني أمنح هذا المساء مسائا، ونظرا لعشقي للكلمة الصادقة التي لا تخذلني وصدقي الذي لا أساوم عليه، فالكتابة قدر يطالني مثل باقي الأقدار، ولعلني ايضا أمنح البعض هنا وإن كبلني الخجل وسرقتني الجرأة، فلا يزال هنا لدي ما أقوله لمن يقرأني.
الغش ممكن أعتبره كمرض السرطان الذي ينتشر ويصبح من الصعب جدا القضاء عليه بعد إنتشاره في مفاصل التعليم! وهنا تحضرني هذه القصة الملهمة والتي ليست من صنع خيالي ومن الصعب وجودها في هذا الزمن، هناك طالب ذو خلق ودين وكان ضعيفا في مادة اللغة الإنجليزية وأخفق في تلك المادة مرتين، وذلك بعد رفضه للغش وعدم قبوله المساعدة من قبل المراقبين حتى يتجاوز تلك المادة بنجاح، ولم يقبل فكان الفشل أفضل له من النجاح الزائف المغشوش، وبعد ذلك اجتاز تلك المادة بنجاح دون غش، وعلى الجانب الآخر أتذكر وأنا في سنة ثالثة متوسط كنت لا أجيد حينها اللغة الإنجليزية، وكانت الأسئلة كما بدت لي صعبة يوم الإمتحان، وللأسف وأعترف بخجل وندم وبصدق، إنني تبادلت وبإلحاح مني ورقتي بورقة إحدى الطالبات المتميزات لتكتب لي الإجابة وحتما نجحت في تلك المادة دون جهد مني" أعتذر من تلك العزيزة"، ها أنا أبوح بذلك وأنا خجلة من نفسي وصراحتي علنا، لعلني قد أكفر عن خطأي فالغش حرام وسلوك غير سوي، ولا يخفي على أحد
قول سيد الكون رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه" من غشنا فليس منا".
أعتقد هنا مجازا، قد تساهم هذه الأفواج الهائلة التي تتخرج من مدرستي الإنسانية باللغة الإنجليزية على مدى عشرين عاما ، نوعا ما في التخفيف عن خطيئتي التي قمت بها دون إدراك مني، لسوء التصرف والسلوك ، وعذري الآن هناك البعض قد قام بمثل ماقمت به ، لكن لن يجرؤ بالإعتراف به وهذا شأنه الخاص، لنتفق أن نكون على قدر من المسؤولية وأن ننال نجاحا يشهد عليه جهدنا ومثابرتنا دون غش، دعوني أنوه هنا بشئ يقال: عندما يخجل البعير يشيح بوجهه إلى الخلف، وأنا ايضا عندما اخجل من شيئ ما اكتب مافي خاطري لأتحرر ولتهدأ نفسي.
أعزائي بعض الطلبة والطالبات، أنتم على أبواب الإمتحانات وأنتم طلبة علم،وجب عليكم الإبتعاد عن ظاهرة الغش بكل أشكاله وأنتم أهلا للثقة والأمانة، وهذه الظاهرة السلبية الخطيرة التي تهدد قيم المجتمع، وتجعل الطالب خائن لفكره وعديم الشعور بالمسؤولية والأمانة، وكأنه يصعد على أكتاف غيره بل يسرق النجاح بدلا من أن يبحث عنه.
للجميع دعوات قلبية بالنجاح والفلاح .
غالية محروس المحروس
تعليقات
إرسال تعليق