الشيخ حسين البيات/ مساعدة الزوجة لزوجها ماليا امر جميل وان وجبت النفقة على الزوج


  مساعدة الزوجة لزوجها ماليا امر جميل وان وجبت النفقة على الزوج

مقدمة : نفقة الزوجة على زوجها واجب شرعي وحق من حقوقها ومن الواجب توثيق المشاركات المالية الكبيرة كشراء الأرض او البيت او المتاجرة بمالها وان لا يكون بينهما استغلال او اسراف او منّية احدهما على الاخر بعطاياه.

نصائح مهمة قبل البدء:

1. اذا قررت زوجتك المشاركة معك في مصاريف البيت فلا تتركها تتحمل الكثير او تجعل حصتها من المشاركة فوق حصتك ، بل اطلب منها ان تعطي بقدر واذا رايتها تعطي فوق عطائك فلا تقبل بذلك، بل عوضها عن الزائد واصر على ذلك وان لم تقبل فعوضها بهدية جميلة ترد الجميل باجمل منه، 

2. اذا قدمت لك المال لاجل بناء البيت او شراء شقة مثلا فكن شهما وقل لها ان هذا البيت لنا جميعا مناصفة او بنسبة ما نتفق عليه،ووثقا اتفاقكما قبل أي خطوة تقومان بها فانه احفظ للحق وادوم للمودة،

3. قد تقترضان من البنك مبالغ متساوية لشراء بيت او شقة، فلا تحرجها بالسؤال ان هذا هبة او مشاركة في ملك البيت وتأخذها بالحياء خصوصا مع سيادة المودة فانها غالبا تستحي ان تصرح بمرادها فلا تضعها في الحرج بل اجعله مشاركة في ملكية البيت ووثق ذلك رسميا وشرعيا.

4. قد يقع خلاف بينكما فلا تجعل مالها المبذول سبيلا للضغط عليها لتتنازل عن بعض مستحقاتها بل قدم ضميرك وخلقك العالي وابعد مثل ذلك العمل عنك.

ملخص نفقة الزوجة شرعا:

عندما نتحدث عن وجوب نفقة الاسرة والزوجة على الرجل فهو حكم وحق شرعي إسلامي متفق عليه بين جميع المسلمين في مأكلها ومشربها ومسكنها وملبسها اللائق بحالها قياسا بقدرات زوجها ويشمل أيضا علاجها على تفصيل فيه،واما الثياب النفسية ذات الاستعمال الواحد او مصروف شهري نقدي فليس من واجبات النفقة وان قام به الرجل فهو فضلٌ وكرمٌ منه، واتفقوا على سقوط النفقة فترة نشوزها.

اما زينتها من المكياج وصالونات التجميل فان كان بطلب من الزوج فيتحمل تكاليفه والا فان الأدوات العرفية يكفي واما الخادمة فهو متعلق بما هو لائق بحالها وقدرته وقد تحتاج الى خادمة مع تقدم العمر وذلك يعتمد على قدرته المالية .

ساعديه ان استطعت وان وجبت عليه

فكل تلك النفقة واجبة على الزوج شرعا الا ان هذا الوجوب على الزوج لا يعني (عدم جواز) مساعدته في مصاريف الاسرة خصوصا مع توفر امكانياتها المالية اذا كانت موظفة وفي موقع وظيفي ممتاز فان المشاركة المالية بينهما امر حسن وهي متفضلة في مثل هذا العمل الذي يصنع المحبة ويخلق جوا مملوءا بالسعادة لما فيه من ألفة بينهما وتقليل حالة الضعف المادي، ولتحاذر من المنّ خصوصا وقت الزعل فالعطاء اذا خالطه المنّ ضاعت بركته.

والايةالكريمة " فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا"تشير الى معاني جميلة منها ان اذنت لك بالتصرف عن طيب نفس راضية بذلك فخذه هنيئا، ولكن لا تسرف ولا تنفقه فيما يؤذيها ويؤلمها كما تشير اليه بعض الروايات التي تمنع مثل ذلك التصرف بتعبير توبيخي عاطفي أخلاقي، ففي الوسائل17/عن ابن المنذر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: دفعت إلي امرأتي مالا أعمل به فأشتري من مالها الجارية أطؤها؟ قال: فقال: أرادتْ أن تقر عينَك، وتسخن عينها؟) أي تبكيها وتحزنها باخذك للجارية مع وجودها وتفضلها عليك بمالها فان ذلك مما لا يقوم به صالح الرجال، 

بل يمكننا التوسع في مصاديق هذه الرواية الاخلاقية بانها اعطتك فرد الجميل باجمل منه ولا تشعر حين تأمينها لبيتك وقيامها بخدمة اسرتها ومساعدتك في النفقة، فتشح بعطفك ومحبتك وتسامحك وشكرك لها.

اما اذا لم تكن – انت- بحاجة الى مالها فاشكرها على كرمها وما قدمته لك من سخاء وعطاء واعمل على ان تكون الرجل الكريم الذي يعطي كل ما يملك لاسرته والتوسع عليهم واسعادهم.

وأخيرا فليكن طريقكما شرع الله حاكما والخلق الطيب تعاملا والإخلاص منهجا.

تعليقات