ا.غالية المحروس / عجبي يا أمي أصبحت جدة ولازلت أحتاجك!

 


عجبي يا أمي أصبحت  جدة  ولازلت أحتاجك! 

ماذا عساي اليوم أن أكتب عنك وقد مضى على غيابك, عقدا بل  دهرا من الحنين والحاجة إليك قصوى ياأمي!! 

كيف أهنئك وأحتفي بك في يوم عيدك! وأنت من أحتويتيني وأحتويتي أولادي, وليت حفيداتي قد نلن  بعض من إحتوائك! 

وكم انا حزينة لعدم وجودك بيننا! أنا إبنتك يافاطمة الحياة وأنت ملهمتي دوما, ولقد علمتيني كيف أجيد الصبر وأتقن الصمت! بل تعلمت من خلالك الحلم و الكرم, حتى أصبحت جزءا من تكوينك ومثالا لشخصك أيتها الأيقونة والأسطورة يافارعة الطول والحزن ياأمي, والتي ألمحك في كل شي جميل وأجدك بين سطوري تبتسمين! وكم يدهشني صبرك وتوازنك, ولا يزال صوتك الحزين يا أمي يحاكيني عندما أحتاجك! كم أنت حاضرة رغم غيابك الذي طال  يا أمي!                                                                                     

أذكرُ  من أيام ِطفولتي, كنتك أسمعك يا أمي تخبريني, إن ملائكة السماء عند موت أحدنا, تحلق بنا إلى السماء وعن طريق أمهاتنا نصل للجنة! أتخيلك هناك سعيدة مع أشقائي الذين رحلوا!! لكن, آه ياأمي لقد نسيت أن تقولي لي كيف أتغلب على وجع رحيلك, وكيف أتعود على فراقك وهل هناك طريقة احتمال الحياة دونك!! أي غياب هذا فقد استنزف قلبي! بين حين وحين اشم رائحة ملابسك وأذرف دموعا اعجز عن تفسيره!  

أتذكر كتبت جملة عند رثائي لأمي عام 2012: "تعال يازمن وأقرأ علي آيات الصبر وبخرني ببخور الإيمان وأغسلني بماء زمزم لعل قلبي يهدأ ولا قدرة لي للصبر".ولازالت ذات المشاعر تستنزفني  .                                                                                       

فلابد للقارىء الكريم أن يعرف, إن أمي الراحلة كانت سخية النفس حزينة القلب مكسورة الخاطر, وكأن الموت يختار أجمل الأرواح.  كم احتاج من ورد لأنثره على قبرك ياأمي, وكم من التراب سأنفضه  من على قبرك ، لعلني أرى ملامحك الأخيرة الفائضة بالوجع والعالقة في ذاكرتي. 

حقا أنا متعبة الآن, ولعل إحساسي هذا يأخذني إلى شقوق قبرك, صارخة خذوني إليها لحاجتي الشديدة لحضن أمي. 

كل عيد وجميع الأمهات في نعيم الجنة, وكل لحظة وجميع الأمهات الباقيات ينعمن باحترام وتقديس من أبنائهن وبناتهن وليس فقط في يوم عيد الأم.

 بنت القطيف: غالية محروس المحروسِ

تعليقات