الشيخ حسين البيات / "وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ" ...

 


"وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ"...

لم اجد عنوانا يمكن الانطلاق منه لبيان مشكلة أخرى غربية قادمة مثل هذه الآية الكريمة التي ننطلق منها لموجهة ادخال الحشرات كمادة غذائية غنية بالبروتين كما يزعمون في مقالاتهم وبحوثهم التي تضج بها مواقع التواصل والمصادر الإعلامية.

الحشرات من حيث المبدأ حرام اكلها في كل المذاهب الإسلامية وان اختلفوا في بعضها واتفقوا على جواز اكل الجراد المذكى وتذكيته هو صيده حيا ومع حليته الا ان اغلب من لم يعتد عليه لا يستسيغه لكونه ينتمي الى هذا الصنف من الاحياء وهو الحشرات.

والحقيقة التي يتوجب علينا البحث فيها هو معرفة نوعية الحشرات التي سيستعملونها في الأغذية القادمة وفي أي نوع من الأغذية سوف تستعمل تلك الحشرات وكيفية التأكد من خلوها من تلك الحشرات الخبيثة.

وليس الحديث عن طهارتها او حليتها مع عمليات الاستحالة المفترضة وانما هو خبثها واشمئزاز النفس منها.

اما الاعتماد على ما يكتبونه على محتويات المواد على علبة البسكويت مثلا فهذا لا يمكن الوثوق به، فلم يعد للمستورَد الغربي من موثوقية مع ما نكتشفه بين فترة وأخرى للعناوين المخفية تحت رموز كاذبة ومسميات تبعد المستهلك لها من فهم تلك المواد المستخدمة، ونكتفي بقاعدة الحلية كما هي مشهورة مضمونا "كل شيء لك حلال حتى تعلم حرمته" فنطبقها كقاعدة أولية على الأطعمة دون اللحومات التي يُشترط في حليتها التذكية واستيرادها من بلاد غير إسلامية لا يجعلها حلالا الا مع احراز التذكية.

وللأسف فان احدى تقارير (BBC  بتاريخ 30 أبريل 2018 ) تشير الى ان بعض الصبغات الحمراء تصنع من مسحوق حشرات الدودة القرمزية (الخنفساء) وتجمع ملايين الحشرات لإنتاج تلك الصبغات التي تدخل في صناعة كثير من الأغذية العالمية من بينها الزبادي والايس كريم والمشروبات الغازية والكعك ومستحضرات التجميل واحمر الشفاه وهي الصبغة المعروفة باسم "كارمين" .

نقلا عن موقع BBC
تحتوي جميع هذه المنتجات على صبغة "كارمين" الغذائية الطبيعية التي تستخدرج من حشرة "الدودة القرمزية"

 ويقول التقرير نصا "وقد تجد بدلا من ذلك عبارة تقول "دقيق أحمر طبيعي" أو "صبغة قرمزية" أو "E 120"، لإعطاء صبغة "كارمين" القرمزية رقما تصنيفية للإضافات الغذائية بمقتضى المعمول به في منطقة الاتحاد الأوروبي".

لذا اجد من المناسب ان يتم تحليل المواد المحتمل استعمال بعض عناصر الحشرات ووضعها بوضوح على محتويات تلك المنتوجات والخيار للمستهلك باستعمالها ام لا.

ولا يصح الاستمرار بالاعتماد على موثوقية ما يكتبون فلا اظنهم ملتزمين بذلك وما الرموز المستعلمة الا تمويها على الناس .

تعليقات