ا. منصور الصلبوخ : شبابنا وتحديات العصر الحديث .. حقيقة لا خيال ! التحدي الخطير الذي يواجه البشرية (1)
كم من مرة وجدتني أسائل نفسي هل تحضر العالم الغربي بعد هذه المسيرة الطويلة من التجارب المريرة والمثل الشاخصة في كتب الأخلاق ومبادىء السلام وحماية التعايش في أركان الأرض ومساندة العدالة التي تمثل الإنسانية في أعلى درجاتها من السمو والكمال ؟
ما يحدث في العالم الغربي خلاف ذلك الواقع ، فعندما دانت لهم الحياة نسوا مبادئهم وتجاهلوا ما كانوا يلوون به ألسنتهم فأصبح العدل عدلاً ما أخذ أشكاله من منافعهم ، والتعايش تعايشًا ما حقق أهواءهم ومضى ومضي مصالحهم ، وبعد فيا أيها المتحضرون في آفاق الأرض أين تلك المبادئ التي أجمعت كتب الأخلاق على اعتمادها دون مواربة والتواء؟ أعلنتوها حربًا ضروسًا عليها ، وأشعلتم النار في كل حرف يشير إلى أبسط معانيها ، ولم توقفكم مقاييس من الأخلاق ، وفقدتم كثيرًا من اللمسات الشخصية والإنسانية التي نجدها في المجتمعات البشرية كافة والإسلامية خاصة .
يواجه العالم اليوم تحديات هائلة ومصيرية في ملحمة الصراع الإنساني المحتدم ضد الآخرين الذين يزدادون تمكينًا في الأرض ، وقد استطاعت تلك القوى الشيطانية والحريات التي يطالب بها ، توظيف كل المغريات التي ساعدت على تحقيق رسالتها وأهدافها ، وما نراه من انحدار في متاهات من الأفكار المنحرفة من الصعب التنبؤ بها ، موجة أحداث مجردة من الروح الإنسانية ، ما نشاهده في عصرنا الحالي يثير جدلًا ورعبًا ، أحداث لا تبعث على الإطمئنان ، والدليل قيام الكتِّاب والمؤلفين وصنَّاع الأفلام ومن ورائهم الإعلام والأقلام بكتابة السيناريو بالصورة التي نراها الآن ، فكل شيء تم كشفه في كتاب " ECOSCIENCE " الذي كُتِبَ بواسطة عالم البيت الأبيض " John P. Holdren " مؤلف مشترك - عام 1977م ، والخطة المعلنة عبر وثائق كشفت جوانب جديدة من نظرية المؤامرة قبل ( 80 سنة ) لم يكن يتوقعها أحد ،
وهي تخفيض عدد سكان العالم بنسبة " 80 % " كونهم عديمي الفائدة ، هذا هو الوجه القبيح لقوى الشر ، الفزع والهلع الذي يجتاح العالم من انتشار الحروب والصراعات والأزمات والأوبئة والكوارث ، والجديد يشكل سلسلة متصلة من منظومة المؤمراة الشيطانية وهو سلاح التحدي الخطير الذي يواجه البشرية ، هذا السلاح يمثل التطرف والفوضى والانحراف السلوكي والفساد الأخلاقي والشذوذ الجنسي ، فأطلقوا أصحاب هذا الفكر تهديداتهم مباشرة من منابرها الشيطانية ، والهدف هو تفتيت القيم الإنسانية ، ورفعوا شعار المثلية لحساب الثقافة الجديدة التي لم يعد لها موقع في التقدم والحداثة ، فمثل ذلك الشعار يمثل انحرافًا عن الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها .
فجأة غدا العالم الغربي في نظر البعض واجهة للتطور والتقدم البشري ، لكن في نظر البعض الآخر سقوط إلى أسفل السافلين .
مما لا شك فيه أن العلم قد تقدم بشكل هائل في كافة المجالات ، وحصيلة هذا التقدم وصلنا إلى حافة الهاوية من جراء الحروب والدمار ، وزرع الخلافات بين الشعوب ، والتخريب الجيني ، والنظم السرية ، والدواء القسري ، وعقم السكان ، ونشر الأوبئة والأمراض الفتاكة ، والكوارث ، والمجاعات .. وأخيراً المختبرات البيولوجية السلاح الجديد المدمر ، الطريق نحو تفشي الأوبئة والأمراض الفتاكه نتيجة تطويع الفيروسات وإنتاج سلالات جديدة معالجة جينياً ، دخيرة بايولوجية لمهاجمة الجنس البشري ، وصنع لقاحات للقضاء على مقومات الحياة وفناء العالم ،
إننا اليوم على حافة الهاوية من التمزق والضياع ، نعيشه بقساوة القلب ، وتبلّد المشاعر ، وفي غاية من الخوف والقلق ، والأحداث مقدمة لمستقبل غامض ، والتوقعات لا تسعفنا ، وحتى التخيل يعجز عن إدراك ذلك ، أحداث لا تحكمها أية أخلاق أو مبادئ إنسانية ، وإنما تحكمها قوى خفيّة تحرك المجتمع البشري ، وتستهدف القضاء عليه في أبشع صورها بالتدخل في تغيير تركيبة سكان الأرض ، ولسنا بحاجة إلى دليل ، فرياح الشهوات العاتية وعواصف الأهواء المهلكة كشفت لنا حجم المؤامرة ، وصلنا إلى منعطفات خطيرة ، والنهاية أفظع من أن نستطيع حتى أن نتخيلها ، أما الأخطار الجديدة والحقيقية ستكون ناشئة من الانحرافات الأخلاقية تجعل الوضع الدولي غير مستقر . أصبح العالم الغربي أرضًا خصبة لانتشار الشواذ ، فأي انحدار أعمق مما وصل إليه .
إعطاء السلوكيات الشاذة صبغة أو شعار يبرر نشرها أو فرضها على شعوب العالم لا يتعدى كونه جزء من نظرية المؤامرة .. مجتمعات منحرفة تنفث منها رائحة عفنة مثيرة للنفور والاشمئزاز .
هذا يفرض علينا سؤالاً منطقيًا : إلى أين تمضي القوى الشيطانية القذرة ؟ مثل هذه الأحداث المثيرة والهجمات الشرسة في تزايد ، وسوف تشهد تسارعًا أكبر وأشد في السنوات القادمة ، ولن يستطيع أحد في عالم اليوم تجنب نتائجها ، أو الانعزال عن مجرياتها ، فقد تكون آثارها خطيرة جدًا على مجتمعاتنا الإسلامية وبقية شعوب العالم ، وهذا أمر مرعب ، فلم يعرف التاريخ الحديث هجومًا على الإسلام خاصة كما نراه أو نسمعه من انحرافات أخلاقية وأفكار هدامة يندى لها الجبين الإنسانية ، اعتمدت على حسيّات الجسد وغير الجسد ، فلسنا بحاجة إلى أن نكون وسط إعصار كي نوقن أنه لا حول و لا قوة أمام بأس الطبيعة ،
يكفي أن نقف ونتأمل لنشعر بالقشعريرة إتجاه كل المتغيرات العصرية ، قضية من أخطر قضايا العالم ، فالغرب يعيش الكارثة بالمعنى الواسع فيها ، وشكلت خللاً وتأثيرات نفسية جعلتهم في أسفل الدرك من الشقاء والانحطاط .. يا له من عالم قذر !! عالم يضج بالموت والظلم والصراخ ، ولعل الذي حدا بالفيلسوف الألماني " أوزفالد شبنجلر " صاحب كتاب " سقوط الغرب Decline of the West " الذي ترجم إلى العربية في جزءين تحت عنوان " تدهور الحضارة الغربية " هو تبنى هذا التحليل وجعل منه نظرية عالمية في تفسير أسباب بناء وهدم الحضارة بسبب ما يعانيه العالم من انحرافات وفساد سلوكي شاذ ، ستفقد البشرية من خلالها نعمة الحياة ، هذا هو دين العولمة .. هذه هي فلسفتهم ، إنهم يريدون الكوكب لأنفسهم ، وتعمل نظم الشفافية والمراقبة والمحاسبة في محاصرة ذلك الشذوذ ، أما في مجتمعاتنا فبدأنا في دفع ضريبة كوننا نتعولم !!
للحديث بقية .
تعليقات
إرسال تعليق