دعونا نوقف سكنا لاحفادنا واسباطنا

 


الشيخ حسين البيات 

من الجميل ان يتوجه الإباء الى منح أبنائهم وبناتهم بعض عطاياهم التي تخفف عنهم عناء الحياة ومصاعبها في حياتهم سواء بمساعدات مالية او عينية او أراض للبناء او شقق او سكن حسب قدراتهم، والمبادرة الى العطاء يسير على مستوى مطرد مع الثقة الممدودة بين الإباء والابناء ومستوى الرابطة التواصلية بينهم،وغالبا لا يجد الأبناء أي مساعدات الا النزر اليسير منها في حياة ابويهما،خصوصا مع جفاف العلاقة بينهم وبحث الابوين عن امان مستقبلي مع بعدهم عنهما.

ومن الجميل ان يسعى الاباء المتمكنون ماليا من اغداق حياة افضل على أبنائهم وهو امر يدعو الى السعادة والراحة مع أهمية مراعاة العدل بين الابناء ما امكنهم ذلك، فلا يكون مثل هذا حرمانا لاخرين من إرثهم (كاملا او اغلبه) دون التفكير بجد في التصرف بنسبة معقولة ولابعاد الأبناء عن أسباب الخلاف لاحقا.

كما يسعى اخرون بالمشاركة في الجمعيات الخيرية كالصدقات الجارية وهو امر حسن أيضا للموفور ماليا وغاية في عمل الخيرات.

لكنما هناك صورة تكاد تغيب عن تسهيلات مستقبلية من الابوين لاجيال ما بعد الابناء وهو إيجاد سكن وقف لاحفادهم واسباطهم ان كان الأبناء في وضع مالي جيد فان مثل هذا سيحقق راحة مالية ونفسية لاحفاد قد يكون ابواهما في مستوى اقتصادي (متواضع) مما سيوفر مثل ذلك الوقف السكني صنع مستويات كبيرة من الراحة لهم وتوفير أموالهم لبناء سكن مناسب خلال فترة زمنية مريحة .

هذه الثقافة كانت رائجة في الزمن الماضي مما خفف عناء مجموعة من افراد الاسر الميسورة لفترة معقولة ،

ولو نظرنا بشكل تحليلي لاسرة تحتوي على عدد افراد كبيرة حيث يتحول الإرث بعد تقسيمه  الى كمية مالية قليلة لا يحتاجها الموفور ولا تكفي لانعاش الميسور وبذلك تتبعثر دون عائد عملي مفيد ،

وقد يكون سبب جعل اسر قديمة تعمل على وقف الذرية لاجل ان يحفظ للكيان الاسري الممتد مستوى جيد من الحياة العزيزة.

هذه الفكرة جذيرة بإعادة بلورتها والتفكير جدا في تحقيقها لاسر ستواجه صراعا اقتصاديا محموما يتوجب علينا العمل بمزيد من الاقتصاد والتوقف عن الاسراف والتبذير والعمل على توفير سبل حياة ميسورة لاحفاد واسباط قادمونا وقد يكون تقديم بعض المساندات غير المالية كتخفيف قيمة الاجار لاحفاده واسباطه وبناته.

كمن يملك عقارا للايجار فيجعل لاحفاده واسباطه وبعض ارحامه الضعفاء قيمة ايجار رمزية فهو اقرب لتحقيق اجلى معاني صلة الرحم فانها تطيل في العمر وتوسع في الرزق.

عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: إن عيال الرجل اسراؤه فمن أنعم الله عليه بنعمة فليوسع على اسرائه وفي رواية أخرى : ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته...(الوسائل)

واخيرا فمن الجميل ايضا ان يشترك الاخوة والاخوات لبناء سكن وقفا لابنائهم مع صياغة متقنة لكيفة استعمالها سنين طوال.

تعليقات