شكراً لكم جميعاً ... انقضت أيامي في المجلس البلدي

في ١٣ ديسمبر ٢٠١٥م، بعد فوزي بمقعد في المجلس البلدي بمحافظة القطيف، كتبت: "هذه الثقة، والصداقة، وسام أتشرف بحمله" وأن "ثقتكم شرف لي، و تكليف علي"

.
وفي يوم ٣١ مايو ٢٠٢٠م بعد مرور ٤ سنوات ونصف، إنتهت عضويتي في المجلس البلدي بمحافظة القطيف.
.
لقد تعودتم مني الشفافية في العمل البلدي، و اليوم أودُ إخباركم أنهُ و بِقرارٍ من معالي وزير الشؤون البلدية و القروية المكلَّف، و اعتماداً على المادة 34/2 من نظام المجالس البلدية، أنني فقدت صفة العضوية في المجلس البلدي لأنني – بحسب الوزير - تجاوزت الحد المسموح به نظاماً من التغيب عن حضور الجلسات الرسمية.
و قد تغيبت فعلا عن جلسات رسمية كثيرة نسبياُ لظروف مختلفة، متصلة بكثرة سفري، أوإلتزاماتي المهنية، أوحضور اجتماعات مرتبطة بالعمل البلدي نفسه، وقد أوضحت جميع هذه التفاصيل لأعضاء المجلس البلدي بمحافظة القطيف، وقرر المجلس بالإجماع قبول إعتذاري عن حضور الجلسات.
.
وللتوضيح، عملنا البلدي لم يكن مقتصراً على الجلسات الرسمية للمجلس، كان هنالك الكثير من اجتماعات اللجان، و العمل خارج الاجتماعات، وقد قُدْت لجنتيْ التقنية و الإستثمار في فترات مختلفة، و كنتُ عضواً فاعلاً في معظم لجان المجلس الأخرى، أنقل هموم المواطنين و أتابع المهام حتى خلال أسفاري. لم أتوانى للحظة عن متابعة جميع المسؤوليات التي كانت على عاتقي.
.
ما زلت أستذكر شغف الداعمين و الداعمات لي أيام الحملة الإنتخابية المميزة عام ٢٠١٥م، فشكرا لكن/لكم مجدداً.
.
تجربتي في المجلس البلدي من أجمل تجارب حياتي. تعلمت الكثير من الناس، الداعمين لي، و المعارضين، من الساعين بشغف للعمل الجاد من أجل تحسين مدنهم في مملكتنا الحبيبة، و من العاملين على استحياء في هذا المجال، و حتى من أولئك الذين فقدوا الأمل في التغيير، تعلمت منهم الكثير، فشكرا لكم جميعا.
.
تعلمت من زملائي و زميلاتي في المجلس البلدي و زملائي في بلدية محافظة القطيف، و زملائي و زميلاتي في باقي المجالس البلدية، و خارج المجالس البلدية من المهتمين جداً بالعمل البلدي، فشكراً لكم جميعا.
.
قد يرى كثيرون أن المجالس البلدية لا فائدة منها، لكنني اقتنعت أكثر أن المجالس البلدية مهمة جداً، و كلما زاد تفاعل المواطنين معها كلما كبر تأثيرها و تطورت حتى تكون بحق، الأداة التي يدير الناس من خلالها شؤونهم البلدية. فأدعو كل المهتمين بالعمل البلدي للمشاركة بما يستطيعون من أجل تحسين مدنهم، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. و أدعو من يودون الترشح للدورة القادمة، و التي من المفترض أن يبدأ الإعداد لانتخاباتها بعد عام من الآن، أن يبدؤوا في الإعداد لترشحهم من اليوم، فالأمر ليس سهلا كما يظن البعض، و يحتاج لعمل جاد و طويل. و أنا على استعداد تام لمساعدة كل من يفكر/تفكر في الترشح للدورة القادمة بما أستطيع.
.
عندما أستذكر أداء البلدية في بداية دورتنا الحالية للمجلس و أقارنه بأدائها اليوم، أرى التغير الكبير، و الفضل لا يعود للمجلس و أعضاءه فقط، بل يعود لكل موظفي البلدية في كل المستويات، و الذين ساعدتهم جائحة كورونا الحالية على ابراز و اثبات قدراتهم التي كانت غائبة عن كثيرين. كما أن الفضل أيضا يعود لكل الناس الذين اهتموا و ساهموا بخبراتهم و عملهم و حتى أولئك الذين ساهموا بالقليل، و لو بشكوى واحدة أو مقترح واحد. كل هؤلاء ساهموا في تحسين مدينتهم، و تحسين العمل البلدي، و بكل تأكيد، قيادة المملكة كان لها الدور الأكبر في تمكين و توجيه الجميع لخدمة هذا الوطن و مواطنيه.
.
لم يكن العمل في المجلس البلدي سهلا، ولا مفروشا بالورد، لكنني عملت جاهداً لتقديم كل ما أستطيع لخدمة وطني و مجتمعي و أظنني وفقت لترك بصمة ستذكر و رسم مثال يحتذى به.
.
شكرا لكم/لكن جميعاً و سامحونا على القصور. و نراكم في تجارب حياتية قادمة.
.
تحياتي
محمد زكي الخباز

تعليقات